كشفت تقارير إيرلندية عن قيام وفد من دبي بإثارة مشكلة مع إدارة مسجد الشيخ الراحل حمدان بن راشد آل مكتوم، المعروف بالمركز الثقافي الإسلامي، ما أدى لإغلاق المركز، الذي يحتضن أكبر مسجد في إيرلندا.
وأفادت صحيفة "آيريش تايمز" أن مؤسسة آل مكتوم، التي تمول المركز بحوالي 2.5 مليون يورو سنوياً، أرسلت محققين لفحص المخالفات المالية المزعومة في المركز الواقع في كلونسكيه بجنوب دبلن.
لكن الوفد القادم من مؤسسة محمد بن راشد الخيرية، والتي سيطرت على أصول مؤسسة آل مكتوم، أثار مخاوف بشأن الروابط المزعومة بين بعض أعضاء المركز والجماعات المتطرفة، ما أدى إلى عراك بالأيدي بين الوفد وبعض أعضاء المركز.
وذكر الموقع أنه في يوم 19 أبريل الجاري، كانت هناك عملية أمنية كبيرة، شارك فيها الشرطة وعشرات من حراس الأمن، حول المركز، الذي يضم أيضا مدرسة وطنية وحضانة، بعد تقرير يفيد بأنه تم إلقاء عبوة تحتوي على بنزين على جدران المبنى.
وأشارت إلى أنه كانت هناك العديد من التهديدات المزعومة ضد المسؤولين في المركز.
وتعليقاً على ذلك، تحدث الناشط الإماراتي حمد الشامسي عن "قصة مسجد إيرلندا الثقافي الذي افتتح عام 1996، وكيف أُغلق اليوم بطريقة مؤلمة تخالف رسالته التي أسسه عليها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله".
وأوضح الشامسي في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع "إكس" أن "مسجد إيرلندا الثقافي، الذي أسسه الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله وافتتحه عام 1996، كان أول باكورة لأعماله الخيرية في أوروبا. أنشئ ليكون منارة لنشر الإسلام ومنها عزز صورة الإمارات بالخير والسلام. اليوم، بكل أسف، أُغلقت أبواب هذا المسجد العريق بقرار من الإدارة الجديدة التابعة لمؤسسة محمد بن راشد الخيرية (بعد أن حولت جميع أصول مؤسسة آل مكتوم الخيرية إلى مؤسسة محمد بن راشد)، في لحظة مؤلمة لكل من عرف أهدافه ورسالة تأسيسه".
وأشار إلى أن "الإدارة الجديدة طلبت من أولياء أمور المدرسة القرآنية تسليم بياناتهم الشخصية مثل العناوين والهويات وأرقام الاتصال، مما أثار قلقاً مشروعاً. لم يكن الرفض عناداً، بل خوفاً مبرراً بعد ما كشفته تحقيقات Abu Dhabi Secrets عن فضيحة Alp Services، حيث استُغلت جهات إماراتية بيانات الجاليات المسلمة في أوروبا بحملات تشويه وملاحقة ظالمة، طالت أبرياء وشوهت سمعتهم بلا حق".
وأكد الشامسي أنه "حين رفض الأهالي تسليم بياناتهم الخاصة، كان المنتظر أن تُحترم مخاوفهم وتُصان حرمة المسجد. لكن الرد كان إغلاق المسجد بالكامل، وحرمان مئات المصلين من إقامة شعائرهم، في انتهاك صارخ لرسالة بيوت الله. المساجد بنيت للصلاة والعبادة، لا لتكون أدوات ضغط ولا ساحات نزاع. بيت الله يجب أن يبقى مفتوحاً، فوق كل الخلافات والحسابات".
والمركز أول مشروع كبير لمؤسسة آل مكتوم، التي أسسها نائب حاكم دولة الإمارات الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم في عام 1996.
وبعد وفاته الشيخ حمدان في عام 2021، تم تعيين مجلس إدارة جديد للمؤسسة بدأ في دراسة مشاريعها الجارية. وقد استفسر مجلس الإدارة، الذي تظهر سجلات الشركة أن معظمه في دبي، في الآونة الأخيرة عن عدد من الأمور المتعلقة بالإدارة المالية للمركز.
وأثيرت مخاوف بشأن إدارة التبرعات الخيرية، بما في ذلك الأموال التي يتم جمعها لغزة واستخدام المدفوعات النقدية. كما أثارت المؤسسة مخاوف بشأن الروابط بين المسؤولين وجماعة الإخوان المسلمين، المدرجة على قوائم الإرهاب في الإمارات.
وتوقعت الصحيفة أن يعاد فتح المدرسة الوطنية في المركز، وهي منفصلة عن المدرسة القرآنية، يوم الإثنين، ولكن مع إجراءات أمنية مشددة ووجود للشرطة.
ونقلت الصحيفة عن أحد المرتبطين بالأمر قوله: "يرى هذا المجلس أنه لا يمكن التسامح مع التطرف. بدلا من ذلك، نود أن نصور الجوهر الحقيقي للإسلام. لم تكن أحداث 19 أبريل تدل على ذلك".