غداة مقتل أحد المصلين في مسجد بمنطقة في مدينة Grand بجنوب فرنسا، والكشف عن مقطع فيديو صوره الجاني، ندد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو بـ”جريمة كراهية إسلاموفوبية شنيعة”.
وأشار في تدوينة له إلى أن “إمكانيات الدولة كلها مُسخّرة للقبض على القاتل ومعاقبته”.
تواصل السلطات الفرنسية البحث عن المشتبه به في جريمة القتل التي وقعت يوم الجمعة داخل مسجد، حيث أوضح المدعي العام للمنطقة أن “أجهزة التحقيق تعمل بلا كلل” لتحديد مكانه و”منع ارتكابه لجرائم أخرى”.
بحسب مصدر قريب من التحقيق، “كل المؤشرات تدل على أن الشخص المطلوب، أوليفيه، يعتزم ارتكاب جرائم قتل أخرى”. وقد وُضع شقيق المشتبه به قيد الحجز الاحتياطي هذا السبت.
وقعت الجريمة صباح الجمعة في مسجد خديجة، وهو قاعة صلاة تقع في قرية صغيرة تابعة لبلدية المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 5 آلاف نسمة.
وكان الضحية، وهو شاب في العشرينيات من عمره، والمعتدي وحدهما داخل المسجد. ووفقا لما شرحه المدعي العام يوم الجمعة: “كان الرجلان يؤديان الصلاة، حين قام أحدهما بتوجيه عشرات الطعنات للآخر، ثم تركه ينزف وفرّ من المكان”.
تم اكتشاف جثة الضحية فقط في وقت متأخر من صباح الجمعة عندما بدأ المصلون الآخرون بالتوافد لأداء صلاة الجمعة. وذكر المدعي العام يوم السبت لوكالة الأنباء الفرنسية أن “جميع الفرضيات” ما تزال قائمة، بما في ذلك “فرضية العمل بدافع كراهية الإسلام”.
وفي مقطع فيديو صُوّر مباشرة بعد الجريمة وتمكنت قناة BFMTV من الاطلاع عليه، وجّه القاتل المزعوم إهانات وتهديدات للضحية الذي كان ملقى على الأرض داخل المسجد، كما وجه إهانات إلى ربه.
وبحسب المعلومات المتوفرة، تم نشر هذا الفيديو عبر تطبيق سناب شات قبل أن يتم حذفه بسرعة من المنصة.
وما يزال المشتبه به، الذي تم التعرف عليه، هاربا حتى ظهر السبت. وهو غير معروف لدى أجهزة الشرطة والقضاء. ويحمل الجنسية الفرنسية، وُلد سنة 2004، وفقا لمصدر قريب من التحقيق.
بالإضافة إلى الفيديو الذي صوّره القاتل، يملك المحققون أيضا تسجيلات من كاميرات المراقبة المثبتة داخل المسجد وخارجه، بحسب المدعي العام عبد الكريم غريني.
ووفقا للمدعي العام، كان الضحية، الذي يتراوح عمره بين 23 و24 عاما، “يواظب على ارتياد” هذا المسجد، بينما القاتل “لم يكن يرتاده إطلاقا ولم يسبق له أن زاره من قبل”، بحسب المعلومات المتوفرة.
و يوم الجمعة، وصف وزير الداخلية برونو ريتايو هذه الجريمة بأنها “مروعة”، معبرا عن “دعمه لأسرة الضحية وتضامنه مع المجتمع المسلم الذي تعرض لهذا العمل الوحشي داخل مكان عبادته، في يوم الصلاة الكبرى”.