أعلنت السعودية إعادة فتح باب العمرة أمام السوريين، بعد نحو 14 عاماً من التوقف، من دون فرض شروط محددة على أعداد المعتمرين.
وجاءت الخطوة بعد توقيع اتفاق بين وفد يمثل المكاتب السياحية السورية وتجمع يضم نحو 160 شركة سعودية، على هامش معرض العمرة في المدينة المنورة، يقضي ببدء تسيير الرحلات اعتباراً من 13 ذي الحجة المقبل، ثاني أيام عيد الأضحى.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن عضو الفريق المفاوض عن المكاتب السورية، محمد البني، قوله إن الاتفاق يتيح لحوالي 520 مكتباً في سوريا تنظيم قوافل عمرة من دون سقف عددي، وهو ما يمثل انفراجة طال انتظارها، بعد سنوات من القيود المشددة على تأشيرات العمرة للسوريين.
وفي ملف الحج، أوضح البني أن وزارة الأوقاف السورية باتت تتولى كامل مهام تنظيم موسم الحج، بعد أن كان مشتركاً مع وزارة السياحة في الأعوام السابقة. وأشار إلى أن قرعة الحج لهذا العام أسفرت عن قبول نسبة غير مسبوقة من الشباب، حيث بلغ عدد المقبولين ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عاماً نحو 35%، مقارنة بـ65% لمن هم فوق سن 63 عاماً.
وكانت وزارة الأوقاف قد أعلنت اختيار 22,500 حاج من أصل 43,214 متقدماً عبر منصتها الإلكترونية. ورافق ذلك قرار لوزير الداخلية السوري أنس خطاب، قضى بتخفيض رسوم جواز السفر الفوري للحجاج إلى النصف، لتصبح مليون ليرة سورية للمقيمين داخل البلاد، و400 دولار للمقيمين في الخارج، بدلاً من 800 دولار.
وانتقد البني حصر تنظيم قوافل الحج بـ15 مكتباً فقط، خضعت لاختبارات "معقدة"، مطالباً بعودة التنسيق بين وزارتي الأوقاف والسياحة، وعدم احتكار الملف بيد جهة واحدة.
من جهتها، شددت إدارة الحج والعمرة في وزارة الأوقاف على ضرورة التعامل فقط مع الجهات المعتمدة رسمياً، محذّرة من الوقوع في فخ الروابط الوهمية أو الوسطاء غير المرخّصين.
وتأتي هذه التطورات بعد عام من التوقف الفعلي لمنح تأشيرات العمرة للسوريين، رغم عدم وجود قرار رسمي بالمنع، وذلك بسبب شروط معقدة فرضتها الرياض، تضمنت كفالات وتعهدات قانونية ومبالغ مالية لم تتمكن المكاتب السورية من الالتزام بها، ما حال دون تسيير أي قوافل. أما الاتفاق الجديد، فيمثل عودة فعلية ومرنة لمشاركة السوريين في موسمي العمرة والحج.