أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

ألووو.. أنا في إسطنبول!

الكـاتب : عبد السلام اليمني
تاريخ الخبر: 13-10-2014

كيف يمكن للإنسان أن يعيش حلمه بلا قلق ولا خوف؟

الإنسان القوي، متوسط القوة، الضعيف، له في الحياة حاجات رئيسة وربما مصيرية، وفي حال فقدان إحداها، يتولد لديه شعور بالقلق ومن ثم تتطور الحال إلى خوف وارتباك، وكلما ازداد الثراء طوق صاحبه بالخوف من المستقبل، ومع متابعة ما يحيط بوطنه من أحداث يزداد قلقاً وفزعاً من قادم الأيام، معادلة إنسانية بدأت مع البدو الرحل، وتشكلت عبر القرون إلى ظاهرة يراها البعض من نواميس الحياة في كوكب الأرض، والبعض الآخر يراها هزيمة للذات والضمير والمُثل الوطنية العليا، بخاصة نحن العرب من أكثر الأمم تأثراً بالأحلام الاجتماعية، وهي تصطدم بواقع حضاري مرير!

ألووو.. أين أنت أيها الصديق العزيز في أيام العيد والبهجة، كل عام وأنت بخير؟

أنا القريب البعيد، قريب من المناسبة، وبعيد عن الأرض والأهل والأصحاب!

كأني أحس أنك مسير ولست مخيراً، غلبتك رغبات العائلة؟

ليس الأمر كما تصفه، إنها رغبتي وجنوحي لتصفية أوهام خوف سيطرت على أحاسيس ومشاعر تأرجحت بين أكوام متضادة أوقدت التفكير، وأقلقت سكن الليل.

هل هي إجازة أو تمهيد لتفكير فيما هو أبعد من ذلك؟

الحاضر المؤلم يوقد شعلة خوف تناثرت شظاياها وتكاد تحرق الأحلام، علقم أن تبحث عن الفرح خارج حدود الوطن!

كل شيء مقدر يا صاحبي، وأنت تذهب من قدر الله إلى قدر الله.

ونعم بالله جل شأنه، ولكن هناك فرق بين العيش وسط ضجيج وأمواج القلق والتنويم المغناطيسي، وبين الأحاسيس والمشاعر الهادئة التي تُغذي أحلام المستقبل.

محيط بك القلق يا صاحبي، ألهذا الحد وصل بك الخوف من «داعش» و«الحوثيين»؟

المسألة ليست «الحوثيين» أو«داعش»، إنني أشعر بعجز التعبير والتصور من دول كنا نتوقعها دولاً، وإذا بها تتهاوى كأوراق الأشجار في فصل الخريف، كنا نرى تلك الدول في احتفالاتها الوطنية تستعرض بقواتها العسكرية وطائراتها، وعدتها وعتادها، ونسمع خطب التمجيد والوعد والوعيد، وتضج قاعات الاحتفالات بالتصفيق، وبين عشية وضحاها تحولت إلى سراب يحسبه المواطن ماء، كيف لا تريد للقلق والخوف أن ينتابني ويقض مضجعي، ونحن محاطين بدول فاشلة؟

بالتأكيد يا صديقي، حياتنا أصبحت مرهونة لقلق في الصباح وخوف في المساء، إننا نعايش زمن مهزلة عقل عربي وغرائز عارمة أقرب ما تكون لنزعات بوهيمية التفكير والإدراك!

وكيف هو موسم الحج والعيد في وطني أيها الصديق الوفي؟

موسم الحج مر بسلام وأمن واطمئنان يا صاحبي على رغم أمواج القلق والفوضى التي تعيشها الأمة، وأصبحنا نرى بسعادة غامرة ابتسامة شيخ وعجوز على جسر الجمرات، ولكن ليت المسلمين بعد رمي «إبليس» امتثالاً لأمر الله، يقذفون شياطين حياتهم ويجردونها من الخلافات والفسوق والتطرف وتصفية الحسابات ويعودون بفكر جديد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، هل فعلاً نحن قوم نمتثل لأمر الله وسنة نبيه قولاً وفعلاً؟ وهل لو حج العرب والمسلمون كلهم من دون رفث وفسوق وجدال، وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم مطهرين من الذنوب والخطايا بمغفرة ورحمة من الله، هل سيتغيرون؟

تأمل يا صديقي في زعماء عرب ومسلمين «البعض وليس الكل»، خاشعين لله في البيت الحرام، مبتهلين إليه في المشاعر، ملبين وذاكرين الله عز وجل في أيام الحج والعمرة، جاؤوا والسجون في بلدانهم مكتظة بمن قالوا كلمة الحق، وعارضوا الفساد والطغيان والاستبداد، وبعد أن عادوا من أداء المناسك، لم يتغيروا، ولم يتبدلوا، واستمروا في طغيانهم وجبروتهم، وهذا هو مكمن أسباب الفوضى والدمار الذي تعيشه الأمتين العربية والإسلامية!

واضح أنك اشتريت منزلاً في إسطنبول؟

نعم يا صديقي العزيز، واغتنمت فترة الإجازة لتأثيثه وتجهيزه بمتطلبات العائلة!

يقال إن أعداداً كثيرة من السعوديين والخليجيين تهافتوا على إسطنبول واشتروا شققاً وفللاً وقصوراً؟

نعم، لقد تشكلت أحياء سكنية سعودية خليجية، ولو أجري مسح ميداني معلوماتي، ستجد الأمراء والوزراء ووكلاء الوزارات ورجال الأعمال وغيرهم من كل دول الخليج، لقد رأيت بمسجد السلطان أحمد في صلاة العيد أعداداً كبيرة من الخليجيين، لو كنت هنا لرأيت ثم رأيت!

أنا مرتاح في الرياض، ولكن هناك معلومات مؤكدة نشرت عن نشاط كبير لشراء المنازل من الخليجيين، في سويسرا وبريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا، لماذا كل هذا يا صديقي، والوطن يعيش حال أمن وأمان؟

الناس في الخليج أصبحت تُفطر على أخبار زحف «داعش»، وتتناول طعام الغداء على تنظيم حركة السير في صنعاء من «حوثيين» أعادوا المشهد لقرون وسطى، والمسؤولون الإيرانيون ينعقون بالويل والثبور لدول الخليج وتحويله من عربي لفارسي، ودول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تلهث خلف حل الخلافات في ما بينها، والاتحاد بين دول الخليج تحول إلى ما يشبه فيلم «أفواه وأرانب»، والإصلاح العميق لإعادة صياغة أنظمة الحكم في دول الخليج لضمان الصمود وقوة وحماية الجبهات الداخلية في الحاضر والمستقبل، مَلّت الألسن من ترديده، وامتلأت القراطيس من تدوينه، أبعد كل هذا مجال للوم يا صديقي؟

اسمح لي يا من يُطل على أبواب الهجرة، أن أتصرف ببيت شعر من قصيدة للشاعر الراحل عمر أبوريشة وأقول لك:

أطرق القلب وصَمّ مسمعي ... من سؤالك وتجاهلت الجوابا!