علق العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، على العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة لاسيما خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هناك تنسيقًا عربيًا لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة دون الاعتماد على الولايات المتحدة لحلها.
جاء ذلك خلال مقابلة له مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، ضمن البرنامج العسكري المتخصص (Battlegrounds)، الذي ينتجه معهد هوفر في جامعة ستانفورد الأمريكية، في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وفق بيان أصدره للديوان الملكي، الأربعاء.
دعا الملك عبدالله، إلى "أهمية فهم طبيعة العلاقة بين الإمارات والولايات المتحدة وألا يتم وضعها في إطار معين".
وأوضح أن "دولة الإمارات أمضت عقودا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وهي دولة غنية ذات إمكانيات كبيرة، ولديها استثمارات في جميع أنحاء العالم".
وتابع: أعتقد انه يتم ظلم الاماراتيين حين يقال ان هناك شعور بأن الاميركيين يديرون ظهرهم للمنطقة، علاقة الامارات بواشنطن تمتد لثلاثين عامًا وحاربوا جنبًا مع جنب الأميركيين في ست حملات عسكرية بشجاعة بالغة.
و في 3 مارس الماضي قال يوسف العتيبة سفير أبوظبي لدى الولايات المتحدة خلال مؤتمر لتكنولوجيا الدفاع في أبوظبي، إن علاقة الإمارات بواشنطن "مثل أي علاقة فيها أيام قوية، وأيام تكون موضع تساؤل، واليوم نحن نمر باختبار تحمل، لكني أثق أننا سنجتازه ونصل إلى وضع أفضل".
إلى ذلك، قال العاهل الأردني إنه تم البحث مع قادة عرب أهمية إيجاد الحلول الذاتية للمشاكل التي يعاني منها الإقليم وتحمل عبئها الثقيل، بدلًا من الذهاب إلى الولايات المتحدة لحل القضايا العالقة، منوهًا بأن اجتماعات عُقدت خلال الشهور الماضية لبحث كيفية رسم رؤية جديدة للمنطقة.
وأضاف العاهل الأردني: "لذلك سترى الأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والعراق ومصر وبعض دول الخليج الأخرى تجتمع وتنسق مع بعضها، للتواصل ورسم رؤية لشعوبها" قبل طلب أي مساعدة.
وشدد العاهل الأردني على أنه "لا بديل عن حل القضية الفلسطينية" منوهًا بأنه مهما أقيمت علاقات بين الدول العربية وإسرائيل، إذا لم تحل القضية الفلسطينية، فهذا من منظورنا كمن يخطو خطوتين للأمام وخطوتين للخلف.
وقال الملك عبدالله، إن حديثه "مستمر مع الرؤساء الأمريكيين بالتأكيد على أن تجاهل الشرق الأوسط سيعود عليكم بمخاطر أكبر إذا لم تكونوا حريصين ولذلك يجب حل القضية الفلسطينية".
وفي إجابته على سؤال عن طريقة التعامل مع إيران، أشار جلالته إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران قائلا “نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءا من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية”.
وأشار جلالة الملك إلى أن الوجود الروسي في جنوب سوريا، كان يشكل مصدرا للتهدئة، مبينا أن “هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”.