أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«خيول الحكومة»

الكـاتب : علي العمودي
تاريخ الخبر: 30-09-2014

قبل أيام من احتفالاتنا القشيبة بيوم المسن العالمي، قامت وزارة الصحة بلفتة إنسانية من منطلق مسؤولياتها عندما تكفلت برسوم علاج مواطن مسن في أحد المستشفيات الخاصة بدبي، بعد أن تنقل به ذووه بين أكثر من مستشفى داخل الدولة رفضت إداراتها استقباله بمبررات واهية تارة بأنها لا تملك التجهيزات للتعامل مع النزيف الحاد في المخ، وأخرى لكونه مسناً.

واضطرت أسرته للتنقل بالحالة من خورفكان إلى الفجيرة ومستشفيات «خليفة» و«راشد» و«توام»، الذين اعتذروا لعدم توافر أسرة لديها، بينما كان مبرر المستشفى الأول في خورفكان عدم توافر جراح مخ وأعصاب.

ووافق أحد المستشفيات الخاصة بدبي على استقبال المريض شرط سداد مبلغ كبير نقداً، أو تقديم شيك بالمبلغ، فقدمت الأسرة شيكاً على بياض للإسراع بإجراء الجراحة العاجلة المطلوبة كيلا تتدهور الحالة.

وكنت أنتظر بعد هذا الخبر عن «اللفتة الإنسانية» التي أصر بأنها من صميم مسؤوليات الوزارة أن نسمع تحقيقاً حول أسباب وملابسات رفض استقبال مريض مسن بتلك الحجج الواهية، وإحالة المسؤولين عن الرفض للتحقيق، وهم يتباطؤون في مساعدة حالة حرجة لمريض متقدم في العمر.

الواقعة كانت محل استهجان كل من سمع بها عندما جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أن أذيعت استغاثة الأسرة في برنامج «الخط المباشر» من إذاعة الشارقة.

وهي تكشف في المقام الأول وجود نقص في أطباء التخصص من جهة، ووجود هيئات إدارية وطبية ترفض تحمل المسؤولية، وتلقي بها في ملعب الآخرين، لتكون بعيداً عن أية مساءلة أو محاسبة لتقصير في مجالها.

كما تدل على تفشي نظرة لدى تلك الهيئات وغيرها - بعد دخول نظام التأمين الصحي حياتنا- بأن المسن لا يختلف عندها عن خيول الحكومة عندما يتقدم بها العمر وتهرم، وبالتالي تمثل عبئاً يتم التخلص منه.

وانتشرت هذه النظرة كالوباء لتشمل أناساً أصحاء، يتقدمون للحصول على قروض أو خدمات من هذه الجهة أو تلك فيُصدمون برد بارد، بأنهم غير مشمولين بتلك الخدمات والتسهيلات، لا لشيء سوى أنهم تجاوزوا الستين من العمر ومتقاعدون.

أصحاب هذه التوجهات يتناسون أننا في الإمارات، أرض الخير والكرم، التي حرصت على أن توفر للمسن كل الراحة والاستقرار، وتحيطه بأرقى مظاهر الرعاية والعناية والتكريم، وعززت ذلك بتشريعات وقوانين تعبر عن أصالة هذا المجتمع المستمدة من تعاليم الدين الحنيف، وهي تحث على البر والإحسان للوالدين وكبار السن.

أتمنى أن نسمع من وزارة الصحة رفضاً وإدانة لمثل هذه الممارسات والتصرفات، وفي الوقت ذاته ما يطمئن الناس بأنها بصدد سد العجز والنقص في مثل هذه التخصصات الدقيقة من كوادر بشرية وتجهيزات طبية، فظهور مثل هذه الحالة الصارخة غير مبرر أو مقنع.

وأخيراً كل التحية والتقدير للمؤسسات والهيئات الخيرية التي تحرص على الاحتفال بيوم المسن بفعاليات بهيجة تذكر معها أصحاب نظرية «خيول الحكومة» بأننا في مجتمع الإمارات الكريم البار بهذه الفئة من كبار السن الذين نعتبرهم بركتنا، ونجلهم ونحرص على رضاهم، فهم من رعانا صغاراً وواجبنا رعايتهم بأفضل وأرقى ما يجب أن تكون عليه رعاية الابن لوالديه.