أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

الحروب الداخلية ومقياس تفوق الذات

الكـاتب : شهناز عبد الرازق
تاريخ الخبر: 29-09-2014


حروب كثيرة اضطرمت في أراض متفرقة، وفي عهود متفاوتة، وقد تشن غارات جديدة وتبرم مظاهرات عديدة، ويستعد الجيش للانتشار، وتتبادل المدافع قذف القنابل في كل الاتجاهات، وفي النهاية يسقط مزيد من الضحايا.

وتتفاقم معاناة الشعوب، ثم تسفر حالة من التشرد والضياع والتشتت، ويبقى الفرد راكناً مشاعره وأفكاره، ومعلقاً خططه وأحلامه، ويظل الصراع قائماً، ويبقى الفرد ينسج الغد ربما بمظاهرة قريبة أو حرب أخرى، أو يحبك خيوطاً لمستقبل مبهم.

والحروب في الأغلب إما خارجية ملموسة أو داخلية ذاتية، الحروب الخارجية حين يصارع الأفراد خارج مملكتهم الداخلية أو الذاتية، فهي حروب ملموسة ومادية ولها دواع متفرقة، وقد تؤول إلى ذرائع متعددة وغايات متباينة، منها اختلاف العقائد، الاضطهاد على أوضاع معينة، الاعتراض على سياسات محددة، التمرد على تحديات شرسة أو التصدي لمحن قاهرة، وغيرها.

ومن عناصرها الجنود، موقع الصراع، أدوات أو أسلحة القتال، كما لها أوجه مختلفة، كالمظاهرات أو المشاحنات والمشاجرات، وقد يحتد الصراع وتتفاقم الأوضاع، وتباشر استخدام الأسلحة الفتاكة والمدمرة، وتنجم صور الحروب بأشكالها.

أما الحروب الداخلية أو الذاتية، فهي حروب الأفراد مع مكوناتهم الذاتية أو الداخلية، فالحرب الداخلية تكمن في صراع الفرد نحو تطوير نفسه وإدارة ذاته، والتغلب على أنماط تفكيره الملوثة، وقد تتمثل في السعي إلى اكتساب علوم ومهارات جديدة، أو الكفاح للتغلب على آثار تجاربه الفاشلة.

أو عراكه للإفلات من خصائله السلبية، كالكذب، والغش، وإحلال صفات جديدة أكثر ثباتاً، وأكثر استقراراً مع نفسه ومحيطه، ليبرز في النهاية بطور أثمن فكراً وحلية جديدة أكثر إشراقاً وتميزاً وتناغماً مع البيئة والمحيط.

ومن الضرورة بحث ودراسة آلية أو أدوات لتحفيز الشخص للكفاح والمثابرة خلال حربه الذاتية لتحقيق النصر، والأجدر وجود آلية لقياس مدى نجاح الفرد لتطوير ذاته، ووضع مراحل أو مستويات لصعود سلم التفوق الذاتي، عن طريق قياس درجة تشبع الشخص لرزمة معينة من السمات الإيجابية.

ومقدرته على الإفلات من الخصائل السلبية والضارة، ناشداً الوصول إلى التشبع الذاتي الإيجابي والسمو النفسي المطلوب، على أن يكون تفوقه الذاتي يشمل شتى مجالات الحياة، ولا يكون حكراً على النواحي التجارية أو الاقتصادية والفنية فقط.

بل تتسع الدائرة لتشمل الانتصارات الأدبية والأخلاقية والصحية والثقافية والاجتماعية والفكرية، فوجود مقياس للشخص السوي لبلوغ مستويات رفيعة خلال حربه الذاتية هو النجاح والنصر بحد ذاتهما.

وتلعب الحروب الخارجية علاقة عكسية مع الحروب الداخلية، فالفرد يحتاج إلى أجواء هادئة ومستقرة وسلام تام مع نفسه ومع الآخرين، وأوقات وفيرة للتأمل والاستنباط والتركيز، لذا تعتبر الحروب الخارجية، وخصوصاً المتواصلة، وباء مدمراً على مكونات الفرد الذاتية، وتقف حجراً عاثراً ضد تطور الذات وانطلاقاته الفردية، كما أنها تجمد الفكر في عالم عجول يزج بالمتغيرات والمبتكرات.

وزمن مشحون بطفرات عديدة، لذا أحياناً تشكل استمرارية التمسك بمقابض الحروب المدمرة موتاً ذريعاً لنمو الذات، حيث إنه من الأجدر اللجوء إلى الحلول البديلة كالمفاوضات السلمية والوسائط الدبلوماسية، وعند نشوبها في الحالات الاضطرارية والضرورية من الأجدر أن تكون تلك الحروب قاطعة ووجيزة.

فالنصر الحقيقي يتحقق بعد حرب الإنسان مع نفسه وسيطرته على ذاته، وأكبر مجد للإنسان يكمن في إنجازاته وعطائه للبشرية والإنسانية وسيرته الأخلاقية.