جددت زوجة الناشط ومعتقل الرأي الإماراتي عبدالسلام درويش، مناشدتها للسلطات الإماراتية، بالإفراج السريع عن والد أبنائها الثلاثة المصابين بمرض التوحد، لأن وجوده مع أبنائه المرضى، جزء من علاجهم.
وقالت عواطف الريس في تغريدة على تويتر بمناسبة يوم الطفل العالمي: يا حكومة التسامح والتعايش والسلام.. أبنائي بأمس الحاجة لوالدهم، ووجوده بينهم جزء من علاجهم، فلا تحرموا أطفالي من معية والدهم وصحبته لهم في رحلة علاجهم".
وأضافت:" أفرجوا عن أبيهم عبدالسلام درويش في يوم الطفل العالمي ولا فائدة مرجوة من احتجازه لديكم غير الظلم".
من جانبه، ضم مركز مناصرة معتقلي الإمارات، صوته إلى صوت زوجة معتقل الرأي درويش، وقال في تغريدة على تويتر: "في يوم الطفل العالمي، ندعو الإمارات إلى احترام حقوق الطفولة المتمثلة في الكفّ عن الانتقام من عائلات معتقلي الرأي، كالطفل حمدان، نجل المعتقل عبدالسلام درويش؛ فرغم إصابته بالتوحد، إلا أن جنسيته قد سُحبت، وتم إيقاف منحته العلاجية".
وأضاف: في يوم الطفل العالمي، يغيب عن العالم أن أطفالًا إماراتيين تُنتهك أبسط حقوقهم بحرمانهم من آبائهم معتقلي الرأي، لا لشيء، إلا انتقاماً منهم، داعياً السلطات الإماراتية إلى التوقف عن الانتهاكات ضد عائلاتهم وأطفالهم.
والمعتقل عبد السلام درويش هو رئيس مركز الإصلاح الأسري في محاكم دبي، وقد كان صاحب فكرة إنشاء هذا المركز الإصلاحي، على غرار المراكز الموجودة في دولة الكويت.
وحقق المركز الاجتماعي الذي أنشأه درويش نجاحًا كبيرًا في المجتمع الإماراتي، حيث انخفضت نسبة الطلاق في دبي من 42% إلى 21%؛ الأمر الذي جعل عدداً من الدول العربية تسعى لنقل هذه التجربة المتميزة إليها، وتطلب الاستعانة به في هذا المجال.
اعتقاله ومحاكمته
في 24 يوليو 2012، اعتقلت قوات مسلحة بزي مدني عبد السلام محمد درويش المرزوقي بعد خروجه من صلاة التراويح في طريقه إلى منزله، وجاء إعتقال المرزوقي ضمن الحملة الممنهجة التي شنّتها السلطات الإمارتية على دعاة الإصلاح، والتي كان الأستاذ عبد السلام من أبرز أعضائها في القضية المعروفة باسم "الإمارات 94" .
تم إعتقال الأستاذ عبد السلام دون مذكرة تفتيش من قبل مجموعة مسلّحة قامت باقتياده مكبّل اليدين إلى منزله الذي تمت عمليه تفتيشه بالقوة ودون إذن كتابي بالتفتيش، كما تم مصادرة الأجهزة الإلكترونية، ورفض تمكينه من أدويته لعلاج الحصى في الكلى.
إبان إعتقاله، تعرّض الأستاذ عبد السلام إلى الإخفاء القسري في سجن انفرادي لمدة ثمانية أشهر، لم تتمكن فيها أسرته من الحصول على أي معلومات عنه إلا بعد 21 يوم من اعتقاله وذلك باتصال هاتفي قصير، وطيلة هذه المدة لم تتمكن أسرته من زيارته إلا بعد أربعة أشهر من تاريخ اعتقاله، إلا أن مكان إخفائه بقي غير معلوم إلى أن تم نقله إلى سجن الرزين في 9 مارس 2013.
في 2 يوليو 2013، حكمت المحكمة الاتحادية العليا في أبو ظبي على عبد السلام محمد درويش المرزوقي، بالسجن 10 سنوات مع 3 سنوات إضافية للمراقبة.
ودرويش (50عاما)، هو مصلح واستشاري أسري في محاكم دبي، ومتحصّل على درجة بكالوريوس في التربية والآداب، تخصص طرق تدريس التربية الإسلامية من جامعة الإمارات عام 1994، وقد عمل مشرف عام على قناة بداية الفضائية، ومؤسس مركز التميز لتطوير الذات، إلى جانب تقلّده عديد المناصب الحكومية والاجتماعية، فهو رئيس مركز الإصلاح الأسري في محاكم دبي، وخطيب جمعة بمساجد الشارقة، ومأذون شرعي بمحكمة الشارقة الشرعية. كان له دور هام كعضو في تطوير مناهج التربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم، كما كان له مشاركات قيّمة في المجال الإعلامي والثقافي ككاتب مقالات صحفية في بعض الصحف والمجلات المحلية والخليجية.