لم تستبعد دولة الإمارات العربية تعرضها لعمليات انتقامية على أراضيها، جراء مشاركتها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش"، مطالبة الجميع بالتنبه والحذر خشية وقوع عمليات ارهابية ، معتبرة دخولها في التحالف، هي خطوة عملية أفضل من الجلوس مكتوفي الأيدي وانتظار الخطر.
وأكد قرقاش في تصريحات لمحطة "سي أن ان" الأمريكية، اليوم الخميس (25|9)، أن الإمارات كانت في طليعة الدول التي انضمت للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش" بعد تشكله، مشددا في الوقت نفسه "استعدادها للالتزام الطويل بالعملية،" باعتبار أن الخطر الإرهابي "يتهدد الجميع".
ورفض قرقاش الدخول في تفاصيل الشق الإماراتي من العملية الجوية وطبيعة الأهداف والطائرات المستخدمة وعددها مكتفيا بالقول: "عوض الدخول في تفاصيل الدور سأقول بأن التحالف كان فاعلا جدا، ونحن سنواصل العمل معا من أجل زيادة الفاعلية والقضاء على هذا التهديد الذي يطال الجميع".
وفي أول تصريح لمسؤول إماراتي رفيع المستوى، يشير إلى تحسن العلاقات الإماراتية - القطرية، اعتبر قرقاش أن "انضمام قطر للحلف يدل على الطريقة التي تشكّل عبرها التحالف"، مؤكد أن "أساسه يقوم على أننا يجب أن نتحرك ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي، وأظن أن هذا الأمر يثبت بأن الجميع يشعر بوجود الخطر المشترك، وانه ما من أحد محصّن حياله".
وحول ما أعلنته واشنطن عما يطلق عليه اسم "شبكة خراسان" والتهديد الذي تحمله لأمريكا، رد قرقاش بالقول إن هذه الشبكات "تهدد الجميع"، مضيفاً: "أظن أن الموقف شديد التعقيد وتسوده الفوضى، سيكون هناك على الدوام جماعات متفرعة ومتعددة لديها أهداف واحدة، ولكنها لا تعمل بالضرورة تحت مسمى تنظيمي واحد، ولذلك وجود مثل هذه الشبكة أو جماعات أخرى مماثلة لا يفاجئنا. الموقف تسوده الفوضى وهناك حالة فراغ أمني وكان من المتوقع رؤية مثل هذه الأمور".
وبشأن خريطة العمليات العسكرية في سورية والتي أظهرت أن واشنطن استهدفت بضرباتها شبكة خراسان في حين ركز الحلفاء العرب على ضرب مقار داعش، قال قرقاش: "من وجهة نظرنا، نحن في معركة مع الإرهاب، وهي معركة مع التشدد والعنف وما يجلبه ذلك من إرهاب، نحن نشارك في العملية ضد الإرهاب ككل، وليس ضد داعش فحسب."
وشدد قرقاش على ضرورة ألا يستفيد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، من الأحداث الجارية، وعلق على إمكانية تأييد الامارات للمطالب المقدمة إلى أوباما من السيناتورين الأميركيين، ليندسي غراهام وجون ماكين، بضرب نظام الأسد بالقول: "حاليا نحن في عملية ضد داعش في العراق وسورية، ونحن نرى أن هذه العملية موجهة ضد الإرهاب."
واستطرد بالقول: "لكن لا بد أيضا لهذه العملية أن تترافق مع الكثير من العمل السياسي. بالتأكيد نحن مع المبدأ الذي ينص على ضرورة ألا يستفيد النظام الحالي في سورية من هذه العمليات، ونؤمن أيضا بضرورة القيام بالمزيد من الجهود السياسية على هذا الصعيد ويجب القيام بها بالتوازي مع الجهود العسكرية."
وبشأن ما إذا كانت الإمارات تؤيد ضرورة التخلص من نظام الأسد رد الوزير قرقاش بالقول: "نحن نريد الاستقرار، نريد إنهاء هذا التحدي الإرهابي ولا نريد لأحد أن يستفيد من ضرب داعش أو من ضرب أي جماعة أخرى."
وردا على سؤال بشان موقف الإمارات من إمكانية إرسال قوات عسكرية برية لمواجهة داعش في ضوء إعلان أميركا عن عدم رغبتها القيام بذلك قال قرقاش: "الإمارات جزء من التحالف، وهي تؤمن بأن الجهود السياسية التي يمكن القيام بها على الأرض ستوفر بدائل جيدة لتغطية أي فراغ متوقع."