قالت وكالة أنباء رويترز" في تقرير لها، إن اعتراف مسؤول تنفيذي كبير في شركة "إكسبرس في.بي.إن" الأميركية التي تقدّم خدمة الشبكة الخاصة الافتراضية على الإنترنت، بالعمل لصالح جهاز مخابرات أبوظبي بهدف اختراق أجهزة أميركية الأسبوع الماضي، كان بمثابة زلزال على الموظفين في داخل الشركة، حسبما أفادت مقابلات وتسجيلات إلكترونية.
وزاد من انزعاج بعض الموظفين ما قالته الشركة بعد قرار وزارة العدل الأمريكية عدم الملاحقة القانونية، إذ كانت الشركة على علم بتاريخ دان جيريك كمتسلل إلكتروني مرتزق يعمل لصالح دولة الإمارات.
وقالت الشركة إنه لا مشكلة لديها في أن يقوم عميل المخابرات السابق بحماية خصوصية عملائها. بل إنها ظلت تمنحه مزيدا من المسؤوليات حتى في الوقت الذي كان فيه تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) يقترب من نهايته.
وعين جيريك مديرا لقسم التكنولوجيا في أغسطس، وفقا لرسالة بريد إلكتروني داخلية آنذاك، ولا يزال يشغل هذا المنصب.
وبعد فترة قصيرة من قرار محكمة بتغريم جيريك واثنين من عملاء المخابرات الأمريكية السابقين وإلزامهم بالموافقة على عدم القيام بأي أنشطة سرية في المستقبل، أرسل جيريك رسالة بالبريد الإلكتروني لزملائه في إكسبرس في.بي.إن.
وقال جيريك في الرسالة التي حصلت عليها رويترز “أتخيل أن مثل هذه الأنباء مفاجئة بل وحتى غير مريحة” قبل أن يؤكد لهم بأنه استغل مهاراته لحماية المستهلكين من الأخطار على أمنهم وخصوصيتهم.
وعندما قرر مسؤولون تنفيذيون كبار في الشركة، خلال جلسة أسئلة وأجوبة معتادة مع الموظفين يوم الجمعة الماضي، فتح الباب أمام الأسئلة بشأن صفقة جيريك ثم بحث الإعلان الذي صدر قبل أيام عن بيع الشركة لشركة كيب تكنولوجيز البريطانية الإسرائيلية لبرامج الأمن الرقمي، انفجر الموظفون غضبا.
وكتب أحد الموظفين رسالة مجهولة على صفحة محادثات داخلية قائلا “هذه الواقعة قوضت ثقة المستهلكين في شركتنا بغض النظر عن الحقائق. كيف نعتزم إعادة بناء سمعتنا؟”.
وصوت أكثر من 40 موظفا لدعم هذا السؤال خلال الجلسة، وإرساله إلى أعلى قائمة الانتظار. وأورد موقع فايس الإخباري شكاوى موظفين آخرين في وقت سابق اليوم. وأتاح شخص مخول لرويترز الإطلاع على الأسئلة وإجمالي التصويت.
وردا على سؤال حول الجدل، قالت الشركة في بيان إن هذا الحوار جزء من جلسة شهرية منتظمة بين الإدارة والموظفين.
وقالت الشركة “نحن نقدر الانفتاح والحوار والشفافية، التي تتضمن نقاشا قويا واستجوابا حازما”.
وذكرت أنها لم تكن على علم بالتحقيق الاتحادي أو تفاصيل عمل جيريك في الإمارات وقالت إن حملة المراقبة هناك “تتعارض تماما مع مهمتنا”.
وكشف تحقيق لرويترز في عام 2019 كيف ساعد فريق يحمل الاسم الحركي رافين وكان جيريك عضوا فيه الإمارات على مراقبة عدة أهداف بينهم نشطاء في مجال حقوق الإنسان وصحفيون. ولم تذكر القصة جيريك بالاسم.
وخلال جلسة الأسئلة والأجوبة يوم الجمعة قال أحد الموظفين “لدي مشكلة في قبول أن دان عين (في الشركة) رغم الكشف عن أنشطته السابقة. هذه الأفعال ليست بالأمر الهين الذي يمكننا نسيانه أو قبوله. ألا تتعارض (هذه الأفعال) مع كل ما تؤمن به الشركة؟”.
وقالت الشركة في رد لوكالة أنباء "رويترز" “لم يحصل دانييل على مناصب قيادية داخل الشركة وعلى الثقة التامة لمؤسسي الشركة إلا من خلال الالتزام الواضح ومساهماته في مهمتنا”.