قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه "بعدما أنهت القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان، يخشى العديد من الأفغان من أن الأعمال الانتقامية من حكام البلاد الجدد ستتبعها قريبًا، وسط تقارير متزايدة عن عمليات سرية من الاعتقال والاختفاء وحتى الإعدام".
وذكرت الصحيفة أنه عندما سيطر مقاتلو "طالبان" على كابل قبل أسبوعين توجه المسلحون بشكل مباشر إلى هدفين مهمين: مقر مديرية الأمن القومي ووزارة الاتصالات.
وكان هدفهم، وفقا لما رواه مسؤولون أفغان، هو تأمين ملفات ضباط المخابرات ومخبريهم، والحصول على وسائل تتبع أرقام هواتف المواطنين الأفغان، وهذا يعني أن ذلك سيكون كارثيًا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين كانوا يعملون لمواجهة تهديد "طالبان".
وحتى الآن وفق الصحيفة؛ "قدمت القيادة السياسية لطالبان وجهاً معتدلاً، ووعدت بالعفو عن قوات الأمن الحكومية التي تخلت عن أسلحتها، بل إنهم كتبوا خطابات ضمان بعدم ملاحقتهم، رغم احتفاظهم بالحق في مقاضاة كل من ارتكب الجرائم الجسيمة، بحسب تصريحات المتحدثين باسم طالبان".
وقال المتحدث باسم الحركة "سهيل شاهين" في تغريدة باللغة الإنجليزية على "تويتر" إنه لم تتم تسوية أي حسابات، كما نفى أن تكون هناك قائمة اغتيالات كانت "طالبان" تقوم بها وتقوم بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل كما ترددت الشائعات.
ومع ذلك، هناك تقارير متزايدة عن عمليات اعتقال واختفاء وحتى إعدام على يد مسلحي "طالبان"، فيما يصفه بعض المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين بأنها "مطاردة سرية" لأعداء الحركة، وفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".
لكن حجم الحملة غير مؤكد لأنها تجرى في الخفاء ومن غير الواضح ما هو مستوى المسؤولين في "طالبان" الذين سمحوا بالاعتقالات أو الإعدام.
وقال أحد المشرعين السابقين الذي كان مختبئًا في مكان آخر عندما زارت "طالبان" منزله في منتصف الليل: "إنها تجري تحت الأرض"، في إشارة إلى الحملات السرية التي تنفذها الحركة.
وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة، استكمال جهودها لسحب جميع قواتها من أفغانستان، لتنهي بذلك أطول حرب في تاريخها.
وأكد الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، في مؤتمر صحفي، اكتمال الانسحاب والجهود العسكرية لإجلاء الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر من الدولة التي مزقتها الحرب.
وأضاف ماكنزي أنه "بينما يكتمل الإجلاء العسكري، تستمر البعثة الدبلوماسية بالتحقق إن كان هناك المزيد من المواطنين الأمريكيين والأفغان المؤهلين، الذين يرغبون في المغادرة".