أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

التراث والموروث الإماراتي.. التأثر والتأثير

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 21-09-2014

يمكن أن يعرف التراث بأنه كل مكون مادي أو معنوي أو لفظي متداول من جيل لآخر بما يتضمنه ذلك التراث من قيم وأمثال وأفعال تسهم بشكل أو بآخر في عملية إبقاء الثقافة الاجتماعية حية وعاكسة لطبيعة المجتمع.

وللتراث دور حضاري وثقافي مهم في صون وحفظ الهوية الوطنية والثقافية لأي مجتمع حيث يعد مكوناً مهماً من مكونات الثقافة الاجتماعية، ولهذا تعمد كل شعوب العالم إلى تسجيل وحفظ تراثها بشكل أو بآخر كل حسب قدراته العلمية والعملية.

وبما أن عملية التواصل بين الأجيال عملية مهمة للبناء الاجتماعي السليم تبقى عملية التوثيق والحفظ لتوظيف ذلك التراث عملية مهمة من عمليات الاستمرارية الحضارية للمجتمع.

وفي دولة الإمارات تبدي المؤسسات الرسمية والثقافية اهتماماً متزايدا بالتراث وصونه كونه يمثل حلقة مهمة من حلقات التواصل التاريخي للمجتمع. وتراث الإمارات كتاريخها، تشكل بفعل مؤثرات عدة لعبت دوراً مهماً في التأثير فيه.

فمن ناحية لعب موقع الإمارات الجغرافي على الخليج وامتداد أراضيها الصحراوية والجبلية لتلتقي مع منطقة شبه الجزيرة وعمان دوراً مهماً في التأثير ليس فقط في تاريخ الإمارات بل في تراث الإمارات.

فهناك ارتباط وثيق بين تاريخ الإمارات وتاريخ الدول المحيطة بها خاصة عمان والسعودية. من ناحية آخرى فقد أثر هذا الموقع على تراث الإمارات وموروثها الثقافي. فقد خلفت ثلاثية البيئة الطبيعية ( البحر - الصحراء - والجبال) ثلاثية البيئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

فكان من أثر ارتباط مجتمع الإمارات بالبحر والصحراء والجبال أن نشأت بيئة ثقافية واجتماعية واقتصادية عاكسة لذلك التنوع الجغرافي. فالكثير من تراث الإمارات مشتق من تلك الجغرافيا الطبيعية.

ففي تحليل بسيط للأمثال أو بعض الكلمات المتداولة أو حتى أسماء الإمارات أو القبائل أو الأماكن يمكن الوصول إلى استنتاجين : الاستنتاج الأول أن تلك الأسماء تعبر بشكل عام عن اتجاهات جغرافية (الشارقة) مثلا، أو ترمز للأماكن التي قدمت منها القبائل أو الأقليات المهاجرة. والاستنتاج الثاني هو أن تلك التركيبة تجسد التنوع العرقي والاقتصادي والثقافي لأهل الإمارات.

فمنهم من ينتمي في أصوله العرقية لبيئات عربية أو فارسية أو افريقية مهاجرة، ومنهم من تعود على التنقل والتجارة ومنهم البدو الرحل، ومنهم من أتى قبل قرون ومنهم حديثو العهد بالمنطقة.

هذا التنوع أثر ليس فقط في تراث وموروث الإمارات بل وفي مدى تنوعه وارتباطه بالخلفية الجغرافية والتنوع العرقي الذي يمثله. ولذا يمكن القول بأن مقومات التراث الإماراتي لا تقوم على قواعد عرقية فقط وإنما على خلفية سسيو- ثقافية أيضا.

من هذا الوصف البسيط لسكان الإمارات يبدو أنه بالإضافة إلى القبائل العربية الكبيرة التي عاشت على ارض الإمارات هنالك اقليات من اصول متنوعة وبيئات مختلفة قد عاشت واختلطت بالسكان وأثرت في التراث والموروث الثقافي وتأثرت به.

وعلى الرغم من هذا التنوع الثقافي والاجتماعي الا أن الإمارات لم تواجه يوماً اشكاليات ثقافية أو اجتماعية، بل على العكس اختلطت كل تلك الخلفيات لتتكون ثقافة اماراتية هي اليوم مزيج من كل تلك المؤثرات السابقة.

بالإضافة إلى التعددية الثقافية التي نلمسها في ذلك التنوع العرقي والاجتماعي نلحظ ايضا تنوعاً ثقافياً في المصادر الأساسية للكلمات والأمثال المستخدمة في اللهجة الإماراتية.

وهي وإن كان معظمها معتمداً على اللغة العربية كمصدر اساسي الا أنها تحتوى على مفردات قادمة من لغات عديدة منها الهندية والفارسية والانجليزية وحتى التركية. فبعض الكلمات المستخدمة اما ذات جذور عربية بلفظها ونطقها وإما أن تكون ألفاظاً غير عربية مشتقة من جذور اجنبية أغلبها من روافد بحرية وبرية.

كما تظهر اللهجة الإماراتية تمايزاً واضحاً بين المناطق في بعض الأحيان وبين القبائل أحيانا أخرى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة كيف نوظف ذلك التراث المتنوع لخدمة أهدافنا الوطنية وترسيخ هويتنا؟

يلعب التراث دوراً محورياً في رسم ملامح الهوية الوطنية وترسيخها متى ما احسن توظيفه. ولذا فإن توظيفه في مشروع اعلامي وتوعوي موجه نحو الجيل الجديد هو قضية مهمة للمحافظة على تواصل الأجيال.

كما أن توظيفه في مشروع ثقافي - اجتماعي ضرورة من ضرورات الحفاظ على اللحمة الاجتماعية قوية ومتماسكة. الحفاظ على التراث حياً وفاعلاً يمكن أن يكون أداة جيدة في يدنا لمواجهة المتغيرات العصرية وتحديات العولمة والمواطنة العالمية. ففي تراثنا الكثير من القيم الإيجابية القادرة على البقاء والاستمرارية في وجه تحديات العصر.