كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الإثنين، الملياردير ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة في مهمة صعبة بعد عام فشلت فيه محاولتان لتأليف مجلس وزراء يتولى مهمة إخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع.
والملياردير ميقاتي، هو من كبار أثرياء العالم، ودخل الحياة السياسية قبل نحو 25 عاماً ويُعد جزءاً من الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والتي يطالب كثيرون برحيلها.
وفي حال نجاحه في تشكيل حكومة، تنتظر ميقاتي (65 عاماً)، النائب الذي سبق أن ترأس حكومتين، مهمة صعبة. إذ سيكون عليه اتخاذ خطوات سريعة وموجعة للحدّ من الانهيار الاقتصادي المتمادي، الذي صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
ولا يحظى ميقاتي بحاضنة شعبية واسعة حتى في مسقط رأسه مدينة طرابلس شمالاً والتي صنفتها الامم المتحدة الأفقر على الساحل الشرقي للمتوسط، إلا أنه عادة ما يتم التداول باسمه كمرشح توافقي لرئاسة الحكومة، للخروج من الجمود الناتج من الخلافات السياسية على تقاسم الحصص.
ويُعرف عن ميقاتي، ذي القامة الطويلة والملامح الباردة، هدوءه وابتعاده عن إطلاق التصريحات المستفزة. وهو رجل أعمال ناجح تقدر مجلة فوربس ثروته بـ2,7 مليار دولار، وقد صنفته كواحد من أغنى ستة رجال أعمال في الشرق الأوسط للعام 2021.
ويعود ميقاتي إلى سدة رئاسة الحكومة كمرشّح توافقي إلى حدّ ما، رغم أنه جزء من الطبقة السياسية الحاكمة، التي خرجت تظاهرات شعبية ضخمة تطالب بإسقاطها في العام 2019. ويرد اسمه على قائمة المتهمين بالفساد، خصوصاً بعد ملاحقته قضائياً عام 2019 بتهم "الإثراء غير المشروع"، في عملية لم تؤد إلى نتيجة حتى الآن، ولطالما نفى تورطه بها.
خلال مسيرته السياسية التي بدأها عام 1998، شغل ميقاتي مناصب وزارية عدة. وتمّ تكليفه في العام 2005 تشكيل حكومة للمرة الأولى بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وأدى اغتياله حينها الى انقسام سياسي حاد في البلاد بين فريقين أحدهما معارض لسوريا، ضمّ نجل الحريري سعد وحلفاءه، وفريق آخر موال لسوريا قاده حزب الله.
ترأس ميقاتي حينها لمدة ثلاثة أشهر حكومة انتقالية من 14 وزيراً انحصرت مهمتها الأساسية بتنظيم انتخابات نيابية.
وفي العام 2011، شكّل ميقاتي حكومته الثانية خلفاً لسعد الحريري، الذي سقطت حكومته إثر استقالة وزراء يمثلون حزب الله وحلفاءه. واتُهم ميقاتي في حينه بأنه "دمية" في يد حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان. وفي العام 2013، قدم استقالة حكومته معللاً ذلك برفض الأكثرية في الحكومة تشكيل هيئة للإشراف على الانتخابات.
ويُعدّ ميقاتي من السياسيين اللبنانيين الذين حافظوا على علاقات جيدة مع دمشق، حتى أنه كان يعد أحد خصوم الحريري السياسيين على الساحة السنّية، قبل أن يتحالفا خلال العامين الآخرين تحت راية "نادي رؤساء الحكومات السابقين".