كشفت منظمة حقوقية، اليوم الأربعاء، عن قيام السلطات السعودية، بشن حملة اعتقالات جديدة طالت عدداً من الأكاديميين في مدينة أبها جنوب غربي السعودية، ضمن حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات خلال السنوات الأخيرة.
وقالت منظمة "القسط" لحقوق الإنسان، إن السلطات في السعودية قامت يوم الخميس الماضي 8 يوليو بحملة مداهمات واعتقالات في مدينة أبها طالت عدداً من الأكاديميين.
وقالت القسط أن من بين المعتقلين الدكتور قاسم القثردي الألمعي أستاذ الشريعة، والدكتور محمد الحازمي أستاذ اللغة، والدكتور علي بن حسن الألمعي.
ومنذ صعود إلى منصبه في يونيو 2017، شن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حملة اعتقالات سياسية كبيرة طالت أكاديميين ودعاة ومصلحين واقتصاديين وموظفين وقضاة، وحتى من أبناء الأسرة الحاكمة.
وكانت أبرز الحملات التي شنتها السعودية، في سبتمبر 2017 عندما اعتقلت أكاديميين ومصلحين بينهم سلمان العودة، وفي نوفمبر 2017، عندما اعتقلت عشرات رجال الأعمال البارزين، وأفراد العائلة المالكة، ومسؤولين حكوميين حاليين وسابقين لثلاثة أشهر في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، بدعوى مكافحة الفساد.
وأكدت تقارير حقوقية قيام السلطات السعودية بانتهاكات جسيمة بحق المعتقلين، منها الإخفاء القسري والتعذيب ومنعهم من التواصل مع أهلهم الذين أخضعتهم للإقامة الجبرية، وحرمانهم من أبسط حقوقهم القانونية.
وفي مارس 2020، قال مايكل بَيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إن "مكافحة الفساد ليست عذرا للانتهاك الفاضح للإجراءات القانونية ومنع الناس من إقامة دفاع مناسب. ينبغي للسلطات السعودية، نظرا لسجلها الحافل بالانتهاكات، إجراء إصلاحات أساسية للنظام القضائي لضمان عدم تعرض المتهمين لإجراءات قانونية ظالمة".
ويرى مراقبون أن موجة الاعتقالات تعكس قلق ولي العهد محمد بن سلمان المتزايد، وتشكّل خير دليل على اشتباهه بأن أفراداً من عائلته قد يسحبون ولاءهم له بعد وفاة والده الملك سلمان.