أكد وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، أن صفقة بيع طائرات "إف-35" للإمارات كانت جزءا أساسيا من اتفاقية التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.
وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نشر جزءا منها الخميس، قال بومبيو إن صفقة الطائرات المقاتلة الأميركية التي لا تملكها إلا "إسرائيل" في المنطقة، زادت من اهتمام الإمارات بالتطبيع.
وكانت أبوظبي أول دولة خليجية أقامت علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني جاءت برعاية الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي ضمن اتفاقية شملت لاحقا البحرين والسودان والمغرب.
وفي هذا السياق، تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" إن تصريحات بومبيو تأتي متناقضة مع تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قلل من خطط الإمارات بالاستحواذ على الطائرة النوعية.
وكانت مصادر استخباراتية إسرائيلية أخبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن صفقة "إف-35" كانت جزءا مهما من اتفاق "إسرائيل" والإمارات.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المنتهية ولايته قال إن الاتفاق مع أبوظبي لا يشمل نقل التكنولوجيا الأميركية المتطورة إلى الإمارات.
وفي أكتوبر، وافق الاحتلال الإسرائيلي على بيع الولايات المتحدة لطائرات "إف-35" بعد تقديم واشنطن لضمانات بالحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة.
وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤول إماراتي لصحيفة "ذا ناشيونال" المحلية الناطقة باللغة الإنكليزية، إن صفقة "إف-35" بين أبوظبي وواشنطن في مسارها الصحيح.
وأشار إلى أن المسؤولين في كلا البلدين يعملون عن كثب لتأكيد تفاصيل الشراء، والتي من بينها ضمان التدابير المتفق عليها بشكل متبادل لحماية التكنولوجيا المتقدمة.
وأثارت الصفقة في حينها، غضب الديمقراطيين الذين انتقدوا دور السعودية والإمارات في الحرب الأهلية اليمنية ضد المتمردين الحوثيين، التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين وأدت إلى أزمة إنسانية حادة.
إذ أثارت جرائم الحرب الإماراتية المزعومة في ليبيا، بالإضافة إلى إشرافها على مرافق التعذيب في اليمن، تحديات أخلاقية للصفقة المقترحة، ودعت جماعات حقوق الإنسان الدولية إلى وقف البيع المخطط له، كما زادت الاعتراضات بسبب علاقة أبوظبي الوطيدة مع روسيا والصين.
ومع تصاعد التوتر في الخليج رأت إدارة بايدن أن الصفقة ستؤدي إلى تعزيز الأمن الإقليمي والتنسيق العسكري بين الولايات المتحدة والإمارات، وبطبيعة الحال فإن الدوافع المالية، إضافة إلى التطبيع الإماراتي مع الاحتلال، حسما الجدل حول الصفقة لصالح أبوظبي، بحسب تقرير لوكالة رويترز حول هذا الشأن.
وتجمع المقاتلة إف 35 متعددة المهام من الجيل الخامس بين جميع أنواع وظائف القتال الجوي التي تقلع من القواعد الأرضية أو حاملات الطائرات، إذ تمتلك قدرات تسلل إلى المجال الجوي (قدرات شبحية) دون أن يتم اكتشافه بواسطة الرادارات وأجهزة الكشف عن الإشارة الحرارية.
ولكن أثيرت شكوك حول فاعلية الطائرة بعد إعلان قادة عسكريين أمريكيين حاجة الولايات المتحدة لإنتاج طائرة أقل شبحية، بسبب التكلفة العالية لتشغيل الإف 35، إضافة إلى علامات استفهام حول قدراتها على المناورة.