اتهمت دولة الاحتلال الاسرائيلي إيران بأن لها علاقة بالتسرب النفطي الذي لوث شواطئها الشهر الماضي، وتسبب في أضرار بيئية كبيرة، واصفة الحادث بأنه "إرهاب بيئي".

وأوضحت وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية غيلا غاملئيل أن التسرب نتج عن ناقلة نفط ليبية كانت تقل شحنة مقرصنة من إيران إلى سوريا.

وتسبب التسرب النفطي في تلوث الشواطئ في سواحل إسرائيل، ووصلت كتل من القطران الأسود إلى شواطئ جنوب لبنان.

وتصف الجماعات البيئية في إسرائيل الأمر بأنه "كارثة بيئية" قد تستغرق سنوات لتنظيفها. وقد أثر التلوث على الحياة البحرية، بما في ذلك سلاحف مهددة بالانقراض.

ويواصل متطوعون في إسرائيل ولبنان العمل على تنظيف الشواطئ الملوثة، التي يزيد طولها على 150 كيلومترا.

وتضم المنطقة التي تلوثت في لبنان، محمية شاطئ صور الطبيعية، حيث قام متطوعون يرتدون أقنعة وأعضاء من الدفاع المدني بغربلة قطرات من القطران من الرمال على شاطئ المحمية.

وقال معين حمزة، رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، الأسبوع الماضي إنه يخشى أن يستمر التلوث النفطي على الشواطئ اللبنانية لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.

أضرار بيئية

قالت غاملئيل للصحفيين إن السفينة أبحرت عبر الخليج والبحر الأحمر دون اتصال لاسلكي، وأعادت تشغيل أجهزة التتبع الخاصة بها قبل أن تمر عبر قناة السويس.

وأضافت أن السفينة أوقفت الأجهزة مرة أخرى قبل دخول المياه الإسرائيلية في شرق البحر المتوسط​​، وألقت النفط في البحر بين 1 و 2 فبراير، وقالت إن السفينة المقصودة هي ناقلة النفط إميرالد التي ترفع علم بنما.

وقالت الوزيرة الإسرائيلية إنّ سفينة إميرالد أعادت تشغيل أجهزة التعقب مرة أخرى عند وصولها إلى سوريا في 3 فبراير/شباط، حيث قالت إنها أفرغت حمولتها من النفط الخام، ثم عادت بعد ذلك إلى إيران، حيث ترسو حالياً، بحسب ما أشارت.

واعتبرت أن "إيران تمارس الإرهاب من خلال الإضرار بالبيئة، وعندما تُلحق إيران الضرر بالبيئة، فإنها لا تضر فقط بدولة إسرائيل".

وحذرت من أن "ذراعنا الطويلة ستصل إلى أي شخص يضر بطبيعتنا أو بحرنا أو سواحلنا".

وتتطلب اتفاقية دولية من السفن التجارية أن يكون لديها جهاز تتبع عبر الأقمار الصناعية على متنها. لكن لدى قبطان السفينة السلطة التقديرية لإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال في ظل ظروف معينة، مما يمكن السفن من تجنب التتبع.

وقالت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إنها جمعت "أدلة ظرفية" قوية على أنّ هذه كانت السفينة وراء التسرب، على الرغم من عدم وجود "أدلة جنائية" تؤكد ذلك. وقالت إنها استبعدت أيضاً أي مصدر آخر.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار بأصابع الاتهام إلى طهران عقب انفجار على متن سفينة مملوكة لإسرائيل في خليج عمان الأسبوع الماضي، وهو اتهام نفته طهران.

وخلّف الانفجار على متن سفينة أم في هيليوس راي، فتحتين في جانبها لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات.وتصاعدت التوترات في المنطقة منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في 2018 بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.