شهدت مناطق التماس بين الضفة الغربية والمستوطنين الإسرائيليين مواجهات شعبية حامية، نجم عنها وقوع العديد من الإصابات في صفوف المواطنين، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين، بينهم مسن من مدينة رام الله، بعد أن ظهر وهو يقود مواجهات شعبية الأسبوع الماضي، على أحد الجبال المهددة بالمصادرة.
وأصيب عشرات المواطنين، اليوم الجمعة، بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية خرجت احتجاجا على إقامة بؤرة استيطانية في أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس، وذلك بعد أن أدى المواطنون صلاة الجمعة على الأراضي المهددة بالاستيلاء عليها.
ونظم سكان بلدة كفر قدوم التابعة لمدينة قلقيلية شمال الضفة، والتي تعتبر أيقونة جديدة للمقاومة الشعبية، تظاهرة شعبية حاشدة، رفضا لخطط الاستيطان الذي يبتلع مساحات من أراضي القرية، التي يغلق الاحتلال أيضا شارعها الرئيس منذ 16 عاما، تخللها اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال، التي حضرت بتعزيزات كبيرة، لقمع المتظاهرين، من خلال استخدام الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.
وشهدت مناطق تماس أخرى مثل منطقة جبل الرفة، التابعة لبلدة دير جرير شرق مدينة رام الله وسط الضفة، فعاليات مماثلة، حيث خرج المواطنون في تظاهرة منددة بخطط الاحتلال الاستيطانية هناك، التي تشمل مخططات لإقامة “بؤرة استيطانية”، وتعرضت الفعاليات الشعبية لهجوم من جنود الاحتلال، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المواطنين، الذين أدوا صلاة ظهر الجمعة، في المنطقة المهددة بالمصادرة.
كذلك استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على جرار زراعي، في بلدة سنجل شمال رام الله، كان يستخدمه المزارعون في استصلاح أراضيهم.
وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، بعدما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسيرة المنددة بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة جبل “الشرفة” بقرية دير جرير شرق رام الله، حيث قام جنود الاحتلال باستهداف المشاركين في تلك الفعالية الأسبوعية بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأطلق جيش الاحتلال النار على شاب فلسطيني من ذوي الحالات الخاصة، وأصابه في قدمه، قرب مدخل أريحا الشمالي صبيحة الجمعة، وقام بعد اعتقاله لمدة من الوقت، بإطلاق سراحه.
أصيب عشرات المواطنين، بحالات اختناق، فيما جرى أيضا إصابة رجل مسن برضوض، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة سلمية في مسافر يطا جنوب الخليل، بعدما أدى المواطنون صلاة الجمعة في منطقة الركيز، تضامنا مع أهالي المنطقة التي يهددها الاستيطان، ورفضا لسياسة التهجير التي ينتهجها الاحتلال بحق سكان المسافر، حيث شارك في الفعالية متضامنون أجانب ونشطاء، ورفع خلالها العلم الفلسطيني والشعارات المنددة بالاحتلال الإسرائيلي.
وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في منطقة عصيدة ببلدة بيت أمر شمال الخليل، كما أصيب فتى بجروح، الجمعة، جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات جيش الاحتلال، قرب منطقة جنبا بمسافر يطا.
وأبقت سلطات الاحتلال على قرار منع إقامة صلاة ظهر الجمعة في المسجد الأقصى للمواطنين غير القاطنين في البلدة القديمة، بحجة إجراءات مواجهة خطر انتشار فيروس “كورونا”، حيث نشرت فرقا شرطية على مداخل المسجد، فيما أقامت أخرى حواجز في محيطه، لتنفيذ الأوامر.
وكانت ما يسمى بجماعات الهيكل المزعوم طالبت حكومة الاحتلال بتقديم عرض للأوقاف الإسلامية في القدس والحكومة الأردنية، لتفكيك مسجد قبة الصخرة لإقامة هيكلهم المزعوم مكانها، وهو أمر قوبل بتنديد فلسطيني واسع، حيث أكد عبد العظيم سهلب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، أن الأقصى “مسجد إسلامي خالص، وخط أحمر لا يقبل القسمة ولا المشاركة”، وطالب الاحتلال برفع يده عنه، وعدم المساس به.
إلى ذلك فقد شرعت سلطات الاحتلال بتطبيق قرار إغلاق المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، لمدة 10 أيام بحجة مواجهة انتشار فيروس “كورونا”، واستنكرت وزارة الأوقاف الإغلاق، وأكدت أنه يمثل “خطوة خطيرة تتعلق بتجاوز السيادة الفلسطينية عليه وإتباعه للمناطق التي أغلقها الاحتلال بسبب كورونا”، مشيرة إلى أن الاحتلال يعمل على إخراجه من السيادة الفلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية.
وقال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن قرار الاحتلال “يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي”.
جدير ذكره أن حالة الغضب الشعبي تتصاعد في كافة مناطق الضفة، خاصة في مناطق التماس مع الاحتلال والمستوطنين، في إطار الخطط الشعبية الرامية لمنع تنفيذ الخطط الاستيطانية، الرامية لتنفيذ مخطط الضم بشكل هادئ.