قالت مصادر إعلامية، إن عضو المجلس الأعلى في الدولة، حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان القاسمي دخل على خط الأزمة التي تعصف بإتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

وأوضحت المصادر، أن الشيخ سلطان القاسمي اتخذ قرارا بصفته الرئيس الفخري للاتحاد، قضى بحل مجلس الادارة الحالي وتعيين لجنة خماسية مؤقتة لمدة ستة أشهر لتسيير أعمال الاتحاد حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية المزمع عقدها في ابريل المقبل وانتخاب مجلس إدارة جديد.

وفي وقت لاحق، قال تلفزيون الشارقة الرسمي إن وزارة تنمية المجتمع اصدرت قراراً بحلّ وتعيين مجلس إدارة مؤقت لجمعية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد برئاسة سلطان بن بخيت العميمي.

 وتضم اللجنة المؤقتة بحسب التلفزيون الرسمي، عضوية كل من:- حارب خميس الظاهري، عائشة إبراهيم سلطان، نجيب عبدالله الشامسي.- صالحة عبيد غابش يعقوب.

ما سبب الخلافات؟

وبالعودة إلى جذور الأزمة التي عصفت بالإتحاد، تبين أنها تعود لواقعة صدور بيان وقعه أمين السر العام للاتحاد، محمد بن جرش ، ومحمد شعيب الحمادي، أمين الصندوق، وفاطمة المعمري، المسؤول الثقافي، وشيخة المطيري مسؤول النشر والتوزيع.

ويتحدث البيان، الذي فجر خلافات داخل مجلس الإدارة، بتفاصيل مطولة عن تجاوزات إدارية حدثت داخل الاتحاد في ظل جائحة كورونا والتباعد الجسدي وقرار تأجيل موعد انعقاد الجمعية العمومية من قبل وزارة تنمية المجتمع إلى موعد غير معلن.

وشدد البيان على الالتزام بتوجيهات وتعليمات الرئيس الفخري للاتحاد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، وكذلك التزامنا بما يصدر من وزارة تنمية المجتمع من قرارات وتعليمات.

وأضاف: إن التحديات التي واجهتنا كثيرة منها خارج نطاق الاتحاد ومنها داخلية مردها ما وصفه بتصرفات غير مسؤولة وتجاوزات صدرت عن أحد اعضاء المجلس الاداري وقال ان هذه التصرفات اضرت بسمعة الاتحاد وأعضائه على الصعيد المحلي والعربي، إضافة إلى التعدي على النظام الأساسي والانفراد بالقرارات دون الرجوع إلى مجلس الإدارة.

تجاوزات واتهامات

وعدد البيان بعض هذه التجاوزات لافتاً الى أنها دليل على عدم احترام قرار مجلس الإدارة وتوجيهات حاكم الشارقة بإبقاء مجلس الإدارة على ما هو عليه بعد وفاة حبيب الصايغ رئيس مجلس الادارة.

وتحدث البيان عن تجاوزات ارتكبها أحد أعضاء مجلس الإدارة (لم يسميه)، أدت الى ما وصفه بتشويه سمعة أعضاء مجلس الادارة ونعت أعضائه بإخوة يوسف والاتهام والقذف بالباطل، ونشر الإساءات والمغالطات في وسائل الإعلام وبين أعضاء الاتحاد.

وأشار البيان إلى اتخاذ العضو قرارات منفردة من بينها تجميد عضوية الأمين العام محمد بن جرش بتاريخ 2 / 6 / 2020 وكذلك التعدي على صلاحيات المدير المالي للاتحاد والتدخل في الشؤون الداخلية لفرع الاتحاد في إمارة رأس الخيمة هذا عدا عن وصفه البيان بترويع وترهيب الموظفين من خلال توجيه إنذارات كتابية وإنهاء خدمات الموظفين في المقر الرئيسي للاتحاد بالشارقة وطلب كلمات السر لمواقع التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني الرسمي دون الرجوع الى مجلس الإدارة.

بوادر الأزمة

من جهتها، نشرت عائشة سلطان بياناً بصحيفة "البيان" الرسمية يوم 9 نوفمبر بعنوان الى إخوتنا في اتحاد الكتاب، اعتبرت فيه ما بدر من الخلافات داخل إدارة الاتحاد بغير الموفقة.

وجاء في مقالها، "قرأت كما قرأ كثيرون غيري البيان، الذي أصدره اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والذي جاء بناء على تساؤلات واستفسارات أعضاء الاتحاد، كما جاء في مقدمة البيان، ما يفهم منه أننا في مواجهة وضع إداري متأزم داخل بيت الأدباء الإماراتيين، استدعى اطلاعهم على بعض الأحداث المهمة، التي حدثت في الفترة الماضية تصدياً للشائعات أو المغالطات، التي انتشرت هنا وهناك.

وقد فصّل بيان الاتحاد الكثير من السلوكيات، التي بدرت من بعض أعضاء مجلس الإدارة في حق بعضهم بعضاً، وفي حق العاملين في الاتحاد، والأمر برمته يثير الكثير من التساؤلات المشروعة لعل أولها: ما الذي قاد اتحاد الكتاب إلى هذا التأزم الشديد، وهم قادة الرأي وصنّاع التغيير والمنارة، التي يُفترض بهم أن يوجهوا ويقودوا ويغيّروا لما فيه صالح المجتمع، بعيداً عن هذه الخلافات، التي لا تتناسب ودور الكاتب والمثقف المستنير.

إن هذا اللجوء لعملية نشر الخلافات بين أبناء البيت الأدبي، بدا لي أنه غير موفق بهذه العلنية، التي قاربت «الفضح» أو التنابز الحاد، وقد كان بالإمكان اللجوء إلى أخف الضررين، وأقل الخسائر على كلا الجانبين المختلفين دون أن نتوغل هنا أو نتورط في الانسياق وراء أحكام غير موضوعية، تصطف مع هذا الجانب وضد ذاك، لأن هذا لن يحل الأزمة (وهي أزمة بالفعل)، ولكنه سيضع الصحافة طرفاً، وهذا لسنا بتواقين له.

أحسب أن هذه الأزمة جاءت نتيجة تراكم طويل المدى، كما جاءت نتيجة سوء تقدير أو فهم للدور والدعم والمعاضدة، التي حظي بها البعض، وكان يُفترض أن تُستغل لصالح العمل المجتمعي أولاً وأخيراً، بعيداً عن الصراعات.

كما أحسب أن كل ما نشر وقيل لم يفعل سوى تعميق الخلاف، وكان الأولى انتظار انعقاد الجمعية العمومية، وإجراء الانتخابات، التي ستحسم الأمر بطريقة عادلة ومنصفة للجميع، وهذا ما نرجوه ونتمناه لكل جمعيات النفع العام في الدولة تعزيزاً للعمل التطوعي، وحفاظاً على منجز بُذل لأجل تحقيقه الكثير.

وفي تغريدة سابقة سلط الأكاديمي المثير للجدل والموصوف بقربه من ولي عهد أبوظبي، عبد الخالق عبد الله في صفحته على تويتر الضوء على الخلافات داخل مجلس إدارة اتحاد كتاب وادباء الامارات واعتبر ان ما يدور داخل مجلس الادارة من خلافات شخصية امر مؤسف.