دافع الأمير السعودي تركي الفيصل الذي شغل سابقا رئيس الاستخبارات السعودية، عن اتفاقية التطبيع الإماراتية مع الاحتلال الإسرائيلي، ووصفها في الوقت ذاته بأنها "مفاجأة".
وقال الفيصل، في مقال نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، إن "الإمارات فاجأتنا بعقدها اتفاقية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لإنشاء علاقات بينها وبين تل أبيب"، مضيفا أنه "نشب الجدل المعتاد عند أي خطوة تؤخذ وتتعلق بموضوع فلسطين".
وتابع: "الجدل احتدم منذ الإعلان عن هذه الاتفاقية، حول ما الذي كسبته الإمارات، وما الذي كسبته القضية الفلسطينية"، متطرقا إلى مسألة وقف الضم، ومن يقول إنه "مؤقت"، استنادا إلى مصطلح (suspend)، الموجود بنص الاتفاقية باللغة الإنجليزية، وبين من يعتقد أنها خطوة تفتح المجال للعودة إلى المفاوضات، وتعزز مبدأ حل الدولتين.
وواصل الفيصل دفاعه عن الإمارات، قائلا: "زعيم أكبر دولة في العالم يلجأ إليها، لكي يحصل منها على ما يمكن أن يفيده في سعيه الانتخابي، وتشترط عليه إيقاف قرار الضم، الذي كان ضمن صفقة القرن، فيوافق ويضع توقيعه عليه".
وتابع الأمير السعودي: "إذا كانت أي دولة عربية يناهزها اللحاق بدولة الإمارات، فيجب أن تأخذ الثمن في المقابل، ولا بد أن يكون ثمنا غاليا"، مشيرا إلى أن بلاده وضعت "ثمن إتمام السلام بين إسرائيل والعرب، هو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بناء على مبادرة الملك عبد الله".
بالمقابل، هاجم الفيصل المواقف التركية والقطرية والإيرانية الرافضة لاتفاقية التطبيع الإماراتية، واصفا هذه الدول بـ"الثلاثي الخرب".
وحذر الفيصل القيادة الفلسطينية من الوقوف خلف هذه الدول، في كيل الاتهامات لدولة الإمارات، معتبرا أن تركيا "رأس المطبعين منذ اعترافها بإسرائيل، وحتى الاتفاقية التي عقدها رئيس وزرائها مع الإسرائيليين، والتي اعترفت فيها بالقدس عاصمة لإسرائيل"، على حد قوله.
جاءت تصريحات الأمير تركي الفيصل ردا فيما يبدو على ما عبّر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء من توقع انضمام السعودية لاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والذي أعلنه البلدان الأسبوع الماضي.
وأثار الاتفاق تكهنات بأن تحذو دول خليجية أخرى تدعمها الولايات المتحدة حذو الإمارات. لكن الأمير تركي قال إن السعودية تتوقع مقابلا أكبر من إسرائيل.
والأمير تركي سفير سابق في واشنطن ومدير سابق لجهاز المخابرات، ولا يتولى حاليا أي منصب حكومي لكنه لا يزال شخصية مؤثرة باعتباره الرئيس الحالي لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.