أحدث الأخبار
  • 11:51 . إعلام عبري: انتحار ستة جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة في غزة ولبنان... المزيد
  • 11:28 . الشارقة يستعيد صدارة الدوري وتعادل مثير بين الوحدة والوصل... المزيد
  • 11:02 . جوارديولا يمدد عقده مع مانشستر سيتي لمدة عامين... المزيد
  • 10:59 . القادسية يقلب الطاولة على النصر ويجرعه الخسارة الأولى في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:56 . وصول أربع قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة... المزيد
  • 10:47 . الرئيس الإندونيسي يصل أبوظبي في "زيارة دولة"... المزيد
  • 10:33 . "أدنوك" تدرس بيع حصة بشركة الغاز التابعة لها... المزيد
  • 10:29 . أمريكا تحقق في صلة بنك "جيه.بي.مورغان" بصندوق تَحَوُّط في الإمارات يُسوِّق النفط الإيراني... المزيد
  • 10:26 . تقرير: أبوظبي دربت قوات "الدعم السريع" بذريعة القتال في اليمن... المزيد
  • 11:07 . الكويت تسحب الجنسية من 1647 شخصا... المزيد
  • 11:05 . "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" الصيني يتعاونان بمجال الطاقة المتجددة... المزيد
  • 11:04 . أبوظبي تنفي تمويل مشروع إسرائيلي للمساعدات في غزة... المزيد
  • 08:39 . بلجيكا: سنعتقل نتنياهو إذا جاء لأراضينا... المزيد
  • 08:38 . الإمارات وألبانيا تطلقان لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار... المزيد
  • 08:01 . "المصرف المركزي" يعلّق نشاط شركة ثلاث سنوات بتهمة "غسل أموال"... المزيد
  • 07:48 . "التعليم العالي" تقلص رحلة اعتماد الجامعات من تسعة شهور إلى أسبوع... المزيد

"انفجار بيروت".. في لبنان حرب لا تضع أوزارها فمن المجرم ومن المستفيد؟!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 06-08-2020

ماذا حدث في بيروت في "الثلاثاء الأسود"؟

وقع انفجار في مرفأ بيروت في مخازن لمادة نيترات الأمونيوم شديدة الانفجار  والتي تعتير من المواد ثنائية الاستخدام المدني والعسكري، والموجودة في الميناء منذ سنوات، وبما يعادل زلزال بقوة 4.5 على مقياس ريختر بحسب مصادر أردنية.

ما حجم الأضرار الناجمة عن الانفجار؟

بحسب وزارة الدفاع اللبنانية، فإن 300 ألف شخص باتوا مشردين في بيروت. 

 قيمة الأضرار  بين 3 و5 مليارات دولار، كتقدير أولي، ولاحقا قيل 15 مليار دولار.

عد القتلى وصل إلى 140، قدرت  أعداد المصابين بـ4 آلاف شخص.

 امتدت أضرار الانفجار  لمسافة 15 كيلومتراً. وسمعته قبرص على بُعد 240 كلم.

يمكن القول، إن انفجار بيروت وضع أوزاره بالفعل، ولكن الحرب التي تستهدف لبنان منذ عقود لا تزال مستمرة، مستندة إلى طبقة سياسية فاسدة ونظام طائفي مقيت وشعب طيب كادح. أسفر الانفجار الذي وصف بـ"هيروشيما بيروت، عن نحو 140 قتيلا، وآلاف الجرحى وعشرات المفقودين وخسائر تصل إلى 15 مليار دولار. هذه هي أبرز التفاصيل التقنية، ولكن ماذا بشأن التداعيات والحساسيات والمستفيد والمجرم المحتمل في هذه الكارثة؟!

ماذا حدث في مرفأ بيروت في "الثلاثاء الأسود"؟

على نحو مفاجئ، ورغم وجود مواد خطرة ومشتعلة في المرفأ منذ نحو 6 سنوات، اشتعلت هذه المواد مخلفة كومة كبرى من الدخان والنيران الحمراء حولها، قبل أن تنفجر المواد في انفجار مرعب ابتلع معه المرفأ وأحياء محيطة كاملة بمنشآتها مخلفا عددا كبيرا من الضحايا: قتلى وجرحى ومفقودين ومشردين وصل عددهم 300 ألف. إنها نتيجة حرب كاملة قد تستغرق شهورا، ولكنها حدثت في دقائق معدودات.

التخبط الرسمي اللبناني ليس جديدا، فنظام المحاصصة الطائفي وطبقة الساسة الفاسدين ومليشيات عسكرية غير منضبطة بسقف الدولة اللبنانية ومصالح عموم شعبه، إلى جانب تدخلات الدول الإقليمية الراعية للطائفية والمذهبية، خاصة إيران، كلها عوامل ساهمت بغياب المعلومات الدقيقة، وكذلك سوف تؤدي إلى غياب الشفافية والمحاسبة، سواء أكان الانفجار طبيعيا أو مدبرا.

في كل الأحوال، لا بد من تثبيت فرضية، هنا، وهي أن تراكم المواد الخطرة في المرفأ منذ سنوات قد يبدو طبيعيا مع إنه صورة خطيرة من صور الإهمال، ولكن المشكلة بدأت عندما استغل طرف ما وجود هذه المواد في الميناء ليفعل فعلته المفترضة، ليبدو وكأننا أمام حادث عرضي وطبيعي.

ما هي ملابسات التفجير وتوقيته؟

من بين ردود الفعل الملفتة في الداخل اللبناني، ما قاله تيار المستقبل اللبناني (يترأسه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري)، في بيان: إن "هناك شكوكا خطيرة تحيط بانفجار مرفأ بيروت، وتوقيته، وظروفه، وموقعه، وكيفية حصوله، والمواد الملتهبة التي تسببت فيه".

وطالب التيار، "الدولة بكل مؤسساتها ورئاساتها ومكوناتها، إلى تحقيق قضائي وأمني شفاف، لا يخضع للمساومة والإنكار والهروب من الحقيقة والالتفاف عليها مهما بلغت حدود المسؤوليات فيه".

وبصفة عامة، فقد جاء الانفجار في سياق متواصل منذ أسابيع في استهدافات إسرائيلية معلنة وسرية لأهداف شبيهة في إيران وسوريا، وفي ذروة استنفار متبادل بين حزب الله وإسرائيل بعد تهديد الحزب بالانتقام لمقتل أحد عناصره بضربة إسرائيلية في سوريا. وقبيل الانفجار بساعات، وعلى نحو مفاجئ، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي "بني غانتس" من أن البنية التحتية في لبنان سوف تكون مستهدفة في حال تجاوز حزب الله "الخطوط الحمر" في رده المرتقب.

لبنان داخليا، أيضا، يشهد احتقانا سياسيا وتأزما لا بوادر حل له منذ سنوات، مع تدهور اقتصادي مس بمعظم الشعب اللبناني، وحراك شعبي متواصل منذ شهور، ويتقاذف ساسته كرة الاتهامات فيما بينهم دون أن يقدم أحدهم مبادرة أو تنازلا طائفيا من أجل الدولة التي يتغنون بها.

وسبق الانفجار أيضا، بنحو 3 أيام حكما مرتقبا للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بشأن مقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، والذي كان مقررا صدوره الجمعة 7 أغسطس. المحكمة استدركت الأمر وأرجأت حكمها إلى 18 أغسطس من الشهر الجاري.

هذا يعني ضعف أي رابط بين توقيت الانفجار وحكم المحكمة، لأن التأجيل لن يكون إلى الأبد، وهو ما يعيد الفرضية الأساسية، من أن المستفيد، ربما الوحيد، من هذه الكارثة والجريمة هو إسرائيل، حتى ولو لم تكن هي المتورطة فيها!

هل تعرض مرفأ بيروت لهجوم إسرائيلي؟

 فور الإعلان عن الانفجار ومعرفة حجم أضراره وتداعياته، بدأت تقفز الاستنتاجات وتطرح السيناريوهات، واشتعلت التفسيرات القائمة على نظرية المؤامرة. في الواقع، أن الرئيس الأمريكي ترامب فجر قنبلة أخرى في المنطقة برمتها عندما لم يستبعد صراحة وبشكل علني أن ما تعرض له المرفأ قد يكون "هجوما".

وقال ترامب، ردًا على سؤال عما إذا كان واثقا مما إذا كان الانفجار هجومًا وليس حادثا: "لقد التقيت مع بعض جنرالاتنا العظماء ويبدو أنهم يشعرون أنه لم يكن نوعًا ما من أنواع الانفجار الصناعي.. يبدو أنهم يعتقدون أنه كان هجومًا. كانت قنبلة من نوع ما". ورغم نفي مسؤولين في البنتاغون معرفتهم بأسباب الانفجار إلا أن ترامب عاود طرح فرضيته مرة أخرى.

تقدير ترامب فتح المجال أيضا، أمام الدولة اللبنانية أيضا، إذ قالت مصادر أمنية خاصة: إن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان، الذي اجتمع مساء الثلاثاء 4 أغسطس لمناقشة أسباب الحادث، رجَّح بعض الحاضرين فيه إمكانية أن يكون العمل مفتعلاً كعدوان خارجي. وذكرت بعض القيادات الحاضرة بالاجتماع أنها ستتواصل مع "جهات أمنية لدول صديقة" لمحاولة الكشف عن معلومات قد تكون بحوزتها حول أسباب الكارثة.

وكذلك، أخذ المراقبون يربطون الجريمة بتهديدات إسرائيلية سابقة محددة حول مرفأ بيروت واتهام حزب الله بتخزين مواد تستخدم في صناعة الصواريخ، فضلا عن تحريض سابق لنتياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ذات الشأن، إلى جانب ابتهاج إسرائيلي بهذه الكارثة، مع إبراز تهديدات سابقة لحسن نصر الله زعيم حزب الله بأن الحزب سوف يستهدف في أي حرب مقبلة مع إسرائيل ميناء حيفا الذي يحوي مثل هذه المواد، وهو ما دفع البعض للاعتقاد أن انفجار بيروت ربما يكون ضربة ردع استباقية من جانب تل أبيب ضد لبنان والحزب.

ما هو الموقف الإسرائيلي من كارثة بيروت؟

وعلى سبيل تفصيل الموقف الإسرائيلي قبل وبعد الانفجار، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 27 سبتمبر 2018، عرض نتنياهو صوراً لما ادعى أنها مواقع مدنية في بيروت يستخدمها حزب الله لحفظ مواد لها علاقة بصناعة الصواريخ الدقيقة.

وفي 23 يوليو 2019 اتهم السفير الإسرائيلي بمجلس الأمن داني دنون فيلق القدس الإيراني باستخدام مرفأ بيروت على مدار عامي 2018-2019 لشحن مواد ذات استخدام مزدوج إلى لبنان لتعزيز قدرات حزب الله الصاروخية، وعرض دانون على مجلس الأمن خريطة لطرق النقل التي تُستخدم لنقل المواد لحزب الله والتي تضمنت محاور رئيسية منها ميناء ومطار بيروت. وأكد داني في ختام خطابه أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تسمح لأعدائها بالتزود بأسلحة فتاكة ضدها.

واستعاد ناشطون، تغريدة قديمة لأفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتبروا أنها قد تشكل “دليلا” على تورط إسرائيل في الانفجار. ونشر أدرعي في تدوينة تعود للعام الماضي، خريطة لـ”بنك أهداف” قد تستهدفها إسرائيل مستقبلا، وأرفقها بتعليق قال فيه: “المعابر على حدود سوريا ولبنان تستخدم لنقل الأسلحة الإيرانية. مرفأ بيروت يستخدم كمحور نقل بحري للأسلحة من إيران إلى حزب الله. مطار بيروت الدولي يستخدم كمسار جوي وإلى جانبه منشآت لتحويل صواريخ إلى دقيقة. إلى متى ستبقون مغمضي الأعين؟”.

ولكن بعد الانفجار، نفت إسرائيل أي علاقة لها به، وقال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، غابي أشكنازي: إن الانفجار "كان على الأرجح حادثا نتج عن حريق، واقترح توخي الحذر مع التكهنات". فيما عرض وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على لبنان مساعدة "طبية وإنسانية" بعد الانفجار.

وماذا بشأن الموقف الداخلي في لبنان بعد الانفجار؟

بالطبع، إن أحد الملفات التي ستظل مفتوحة هي سلاح حزب الله والنفوذ الإيراني العسكري في هذا البلد الذي يسخره الحزب لقتال الشعب السوري بصورة فورية وعاجلة فيما لا يزال يتوعد منذ عام 2008 بالقصاص من إسرائيل على اغتيال قائده العسكري السابق عماد مغنية في دمشق.

فهل يشكل الانفجار فرصة ضغط مضاعفة لوضع حد للنفوذ الإيراني ويخضع السلاح للدولة، وحل النظام الطائفي تماما، وإقامة دولة واحدة بدون طوائف ولا مذهبيات لا تسمح لشخص مثل الرئيس الفرنسي ماكرون أن يكون هو أول نافخ في نار الطائفية عندما يصل لبيروت اليوم ليكون أول زعيم عالمي وقبل زعماء العرب والمسلمين في زيارة بيروت الجريحة؟! هل آن أوان استخلاص العبر على المستوى المحلي اللبناني والإقليمي في إدارة المنشآت ذات الخطورة العالية؟!