اتهم رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، بريطانيا بمنح إيران الجزر الإماراتية المحتلة (طنب الكبرى ,طنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة، أبو موسى التي تتبع إمارة الشارقة).
جاء ذلك، ضمن سلسلة مقابلات مع الإعلامي عمار تقي في برنامج "الصندوق الأسود"، الذي يبث على مختلف منصات صحيفة القبس الكويتية.
وقال المسؤول السعودي: "توصل شاه إيران إلى اتفاق مع الإنجليز، حينما أعلنوا انسحابهم من المنطقة، بأن يحتل جزرا في الخليج كانت تابعة لإحدى الإمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان هذا الاحتلال بضوء أخضر إنجليزي، لا شك في ذلك، ولو راجعنا بعض الذي صدر من المسؤولين البريطانيين في ملفاتهم، لوجدنا أنهم يقرون بأنهم اتفقوا مع الشاه على ذلك".
وعن شاه إيران محمد رضا بهلوي والمد الناصري وعلاقة الشاه بالمملكة، روى الفيصل: "عندما أعلن الشاه ثورته البيضاء، وباشر لإصلاح الزراعي في فترة الستينيات، كان المد الناصري مناهضا له وهو يبادلهم ذلك، وكل هذا نابع من مناهضة المد الناصري لحلف بغداد الذي أنشئ بالخمسينيات، وكان يضم العراق الملكية وتركيا وباكستان وإيران.
وأوضح الفيصل، أن "شاه إيران كانت له طموحات في منطقة الخليج، وخصوصا في البحرين، وفي عهده وقبل ذلك كان هناك ما يسمى تمثيل البحرين في البرلمان الإيراني، لكن المحادثات التي تمت بين الملك فيصل وشاه إيران أزالت أي شوائب لهذا التوجه الإيراني، فاعترفت طهران بأحقية تقرير المصير في البحرين، وجرى استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، استقلت البحرين بناء عليه، وقبلت إيران بذلك".
وعن تسمية شاه إيران بشرطي الخليج، قال الفيصل: "لا أعلم من يبتدع هذه المصطلحات، فجأة تظهر على الساحة، طبعا سمعت بها، وأغلبها وردت من وسائل إعلام أجنبية، تكون غالبا غربية، ولا شك أن الشاه سعى في برنامج التسليح الذي شرع به بعد زيادة أسعار البترول، بشراء معدات متطورة، ونتذكر الاحتفالية التي أقامها عام 1970 بمناسبة مرور 3000 سنة على ذكرى الإمبراطور التاريخي الإيراني في أصفهان، واستعرض فيها قواته المختلفة، وأعلنها صراحة بأنه أصبح رابع أقوى دولة في العالم بعد أمريكا وروسيا والصين، واحتلاله للجزر الإماراتية، كان دليلا أيضا على أن لديه هذا النظر لدوره في منطقة الخليج، فالصحافة الأمريكية والأوروبية هي من ابتدعت مصطلح شرطي الخليج، وهو تقبل ذلك".
تجدر الإشارة إلى أن الجزر الثلاث تحظى بأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة لأسباب مختلفة، منها إشرافها على مضيق هرمز الذى يمر عبره يومياً 40% من النفط العالمي، وبناءً عليه "من يسيطر على هذه الجزر يتحكم بحركة الملاحة البحرية في الخليج العربي".