قال الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن حركته “منفتحة” على المصالحة مع فتج، ومستعدة لدفع ثمنها بكل ما تحملها الكلمة من معنى، وقال إن مواقف بعض الدول العربية السلبية من الحركة راجع لرضوخها للضغوط الأمريكية والإسرائيلية.

وأشار أبو مرزوق خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “الميادين”، ةأعاد نشرها موقع حركة حماس الرسمي، إلى أن حركته تسعى منذ 2005 إلى الدخول في منظمة التحرير، لكته قال “لابد من أن يطبق القائمون عليها ما تم التوافق عليه في أكثر من وثيقة ومؤتمر ولقاء”.

وأوضح أبو مرزوق أن المؤتمر الصحافي بين نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري واللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، يمثل “إعلان عن حراك شعبي لمواجهة خطة الضم، وهذا الحراك بلا حدود زمنية ولا تحديد للفعاليات المتعلقة به”.

وكان الرجوب والعاروري خرجا في مؤتمر صحافي افتراضي، أعلنا خلاله رفضهم لخطة الضم التي تنوي إسرائيل بموجبها نهب أراضي الضفة، وأعلنا عن فعاليات شعبية لمواجهة الخطة.

وقال أبو مرزوق، الذي تطرق باستفاضة للحرب الأخيرة على غزة التي تصادف هذه الأيام ذكراها السادسة، “إن الاحتلال أراد تحييد حركة حماس من مشهد الصراع والمقاومة”، مضيفا “إلا أن حركة حماس ثبتت مكانتها في الصراع وفي الإقليم”.

وتحدث باستفاضة عن المحادثات “غير المباشرة” بين الوفد الفلسطيني وقتها برئاسة عزام الأحمد، التوصل إلى تهدئة والتي استضافتها مصر في ذلك الوقت، واللقاءات التي عقدتها قيادة الحركة مع دبلوماسيين أجانب.

وكشف أنه قبيل الاجتياح البري لغزة في تلك الحرب، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السفير النرويجي ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية النرويجية يوهانس باور إلى بيته في القاهرة، ووقتها قال له باختصار حاملا رسالة من نتنياهو “إما وقف إطلاق النار أو البدء بمعركة برية”.

وأضاف “رد حماس على السفير النرويجي كان أننا لا نستطيع مواجهة الاحتلال في الجو، ولكن لدينا جنود ورجال ينتظرونه في البر، وسيدفع الاحتلال ثمناً باهظا للمعركة البرية”.

إلى ذلك فقد تطرق أبو مرزوق إلى علاقات الحركة، وقال إن أسباب عداء بعض الدول العربية لحركة حماس متعددة، مضيفا ” كلها ضغوطات خارجية، لكنها قطعا ليست نابعة من الحركة”.

وأكد أن الحركة تحاول أن تعالج أي مشكلة مع أي دولة عربية بطرق مختلفة دون التوجه إلى وسائل الإعلام.

وأوضح أن بعض الدول “ترضخ للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، فيتعاملون مع الحركة بهذه السلبية، وذلك خدمة لمصالح إسرائيل، وليس لأي مصلحة وطنية”.

وبين أن رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية للحوثي، تأتي في إطار التواصل مع جميع القوى المحيطة في المنطقة، ومن باب “مبادلة التعامل الإيجابي”، بعد مبادرته للإفراج عن معتقلي الحركة في السعودية.

والجدير ذكره أن علاقة حماس حاليا متوترة جدا مع السعودية، بعد اعتقال الرياض عشرات الفلسطينيين وبينهم ممثل الحركة السابق في السعودية الدكتور محمد الخضري، وتقديمهم للمحاكمة بتهمة التعامل مع “كيان إرهابي”، ولم تنجح الوساطات التي دفعت بها الحركة ولا المناشدات التي أطلقتها في إطلاق سراح المعتقلين حتى اللحظة.

وفي السباق، أكد أبو مرزوق الذي يدير ملف العلاقات الدولية في حركة حماس، أن ما يروجه الاحتلال عن اعتقال عملاء له كانوا قيادات في حماس والجناح العسكري كتائب القسام “أخبار كاذبة”، مضيفا “للأسف بعض القنوات الإعلامية ارتضت أن تكون بوقاً للاحتلال”، وكان يقصد بذلك قناة “العربية” السعودية.

ودعا أبو مرزوق بعض وسائل الإعلام العربية بـ “ألا تتحول إلى وسائل إعلام عبرية، وأن تحافظ على ما تبقى لها من مصداقية في الشارع العربي”.

وأضاف “العملاء المقبوض عليهم في غزة لا توجد روابط بينهم، وليسوا قيادات لا في حماس ولا في القسام”.