طالب مجموعة من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين والمفكرين من دول الخليج العربي، بحل الخلاف بين دول مجلس التعاون، وتحدثوا عن ما تمر به المنطقة من "منعطفات خطيرة".
وفي بيان وقع عليه 68 شخصية خليجية، دعو فيه إلى حلول عقلانية وسلمية لتجاوز المحنة، "استشعاراً منا بالوضع الحرج الذي تمر به دولنا في الخليج، وأهمية النظر بجدية ومسؤولية لما ينتظرنا من تغيرات ضخمة تفرضها الأوضاع المستجدة".
وأشاروا إلى أنه "من ناحية يضرب وباء الكورونا في نسيج مجتمعنا بتأثير صحي هائل (كما في العالم)، وتتعرض ثروتنا الوطنية لضغوط غير مسبوقة سوف تؤثر على اقتصادياتنا سلباً وطريقة معيشتنا المستقبلية، كما تتغير ديناميكيات العلاقات الدولية التي سوف تُسمع في علاقتنا الإقليمية والدولية، ولذا .. نجد لزاما علينا ونحن لسنا بعيدين عن دخول السنة الرابعة لموعد يجدد أوجاعنا وهو الصدع الخليجي الذي حدث في مجلس التعاون، إلا أن نُذكر بأهمية وضرورة الأخذ بالأحوط في تخفيف المخاطر المحيطة بإقليمنا الخليجي، والدفع مجدداً إلى وفاق يقوده أهل الحكمة في دولنا يقرب الأخ من أخيه".
واعتبروا أن "هذا الصدع سوف يسهل التدخل الخارجي في شؤوننا ويزيد من فرص المتصيدين الذين لا يرجون لهذا الإقليم وأهله الاستقرار والأمن والتمتع بتنمية تستحقها الأجيال بعد طول عناء وشظف، فنجدهم جادين في تصيد الأخطاء وتضخيم المخاوف إبعادا للأخ عن أخيه".
وطالب الموقعون على البيان بـ "سياسة فعالة متناغمة لدفع أسباب الخلاف إلى الخلف وتقديم الأكثر نجاعة وهي عناصر التوافق والمصالح المشتركة؛ لأن هناك الكثير مما يجمعنا وهو يتفوق بمراحل على القليل الذي يفرقنا والأخير قابل للمناقشة والتسوية العقلانية".
وحذروا من أنه "يخطئ من يظن أن عزلة دولنا وفرقتها هي المنجاة في هذا البحر المتلاطم الذي سوف نواجهه بعد الأزمة الكبرى التي نعيشها اليوم، فقد كانت كاشفة للكثير مما يتوجب علينا عمله كمجموعة متسقة ومتجاورة لا تربطها المصالح فقط، ولكن صلة الرحم التاريخية".
وبحسب البيان، فإن "خشبة النجاة كما يراها كثير من أبناء المنطقة هي التوجه الجاد والصادق لتحديد التهديدات الشاخصة أمام الجميع سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو إستراتيجية ورسم الخطط الجماعية لمواجهتها؛ لأن في ذلك مصلحة عظمى لمجتمعاتنا قاطبة وهو ما يحفظ أمنها واستقرارها".
وجاء البيان قبل أيام من حلول الذكرى الثالثة لاشتعال الأزمة الخليجية، في يونيو 2017، والتي تسببت بمقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، لجارتهم قطر، وفشلت جميع جهود الوساطة في حل الأزمة، بحسب موقع "الخليج أونلاين".