قال مدير عام مشروع حفظ النعمة في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، سلطان الشحي، إن «حجم الهدر والإسراف في الطعام، سنوياً، بالدولة يتجاوز الـ10 مليارات درهم، نحو 30% منها في شهر رمضان فقط»، مشدداً على «ضرورة انتقال أفراد المجتمع إلى ثقافة التدبير، بدلاً من التبذير».
وشدد على ضرورة تحلى الأسر والأفراد بالسلوكيات الحضارية، والتعاليم الإسلامية المتعلقة بالحد من ثقافة الهدر وعدم الإسراف، مشيراً إلى أن مشروع حفظ النعمة بدأ قبل عامين، بتنفيذ خطة توعوية تثقيفية لعلاج هذه الظاهرة، من خلال مبادرة سفير حفظ النعمة، التي شملت الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة.
ولفت إلى أن جهود مكافحة ظاهرة الإسراف والهدر، أيضاً، شملت المناهج الدراسية، من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لتضمينها في المناهج الدراسية، بهدف ترسيخ ثقافة الحفاظ على النعمة في أذهان الأطفال منذ الصغر.
وذكر أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تعمل، من خلال برنامج أنماط الحياة الإيجابية، وبرنامج سلامة البيئة، على تعزيز السلوك الاسترشادي والتوعية بمخاطر الأمراض التي قد تنتج عن اتباع أساليب غذائية سلبية، قد تكون ناتجة عن الإسراف والمبالغة في الغذاء، دون اتباع أسلوب غذائي صحي، وممارسة الأنشطة الرياضية، ما قد ينجم عنه التعرض لأمراض أهمها السكري.
وأوضح الشحي أن الهلال الأحمر، متمثلة في مشروع حفظ النعمة، تطبق إجراءات جديدة، لتحقيق الاستفادة القصوى من كميات الطعام المهدرة، تقوم على شقين: الأول من خلال إعادة تدوير متبقيات الطعام لتذهب إلى الأسر الفقيرة والمتعففة كما هو مطبق بالفعل منذ سنوات، فيما يتمثل الشق الثاني، وهو المبتكر، في أن يستفاد من الأغذية غير الصالحة للاستخدام في صناعة أسمدة للنباتات وطعام للحيوانات.
وأكد أن غياب الثقافة المجتمعية بشأن الاستهلاك الأمثل للطعام هو العائق والسبب الأكبر وراء ارتفاع نسبة الهدر، وتقليص هذه النسبة للحد الأدنى يبدأ بتغيير هذه الثقافة، وغرس قيم حفظ النعمة.
وقالت مدير إدارة التوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي، خنساء البلوكي: «مع حلول شهر رمضان، سنوياً، تجدد الهيئة دعواتها إلى ترشيد الاستهلاك اليومي من المواد الغذائية، وخفض حجم النفايات المنزلية، والتأكيد على أهمية احترام النعمة وضمان حفظ الأطعمة وسهولة تصريفها، من خلال الاستفادة من بقايا الأطعمة الصالحة للاستهلاك الآدمي».
وأوضحت البلوكي، أن تغيير نمط الاستهلاك والشراء، يمكن أن يتم من خلال ست خطوات، تشمل: عدم الإفراط في الشراء، وتتبع ما اشتراه الفرد واستهلاكه، والتحقق من تواريخ الطعام الطازج عند الشراء ما يمكّن من استهلاكه فقط قبل انتهاء صلاحيته، والتخطيط لما سيتم طهيه، وكيف سيتم استخدام بقايا الطعام، وتجميد الفواكه والخضراوات الفائضة بموسمها، كذلك الخبز والأطعمة التي لن يتم استعمالها قريباً، والبدء بتناول حصة صغيرة من الطعام، وإضافة أخرى إذا احتاج الأمر، بالإضافة إلى التبرع بالطعام الفائض للمحتاجين أو حفظه في الثلاجة.
ودعت البلوكي إلى الاستفادة من إعادة تدوير الطعام في المنزل، من خلال إعادة استخدام بقايا الطعام في وصفات جديدة، والاستثمار في جهاز «كومبوست»، لتحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي، يتم استخدامه في الزراعة المنزلية، بحسب صحيفة «الإمارات اليوم» المحلية.