سارع مسافرون لتعديل مواعيد حجز رحلاتهم الجوية ومُنيت الأسواق العالمية بخسائر جديدة  بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيودا كاسحة على السفر من أوروبا الأمر الذي ألحق أضرارا بشركات الطيران وتسبب في ازدياد القلق العالمي من فيروس كورونا.

لكن الصين، التي نبع منها المرض، قالت إن الوباء بلغ ذروته وإن انتشاره العالمي قد ينتهي بحلول يونيو حزيران إذا طبقت بقية البلدان إجراءات احتواء مثل التي اتخذتها حكومة بكين.

وقلل ترامب من المخاطر التي تواجهها الولايات المتحدة خلال الأزمة لكن مع امتداد تفشي الفيروس من إيران إلى إيطاليا وإسبانيا قرر منع رحلات الطيران من أوروبا لمدة 30 يوما.

وقال ترامب في خطاب نقله التلفزيون من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض يوم الأربعاء ”هذا هو أجرأ وأشمل جهد للتصدي لفيروس خارجي في التاريخ الحديث“.

وأدى هذا الإعلان إلى اضطراب الأسواق حيث هوت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى خلال نحو أربعة أعوام وتراجعت أسعار النفط.

كما دفع المسافرين أيضا إلى المسارعة بالذهاب إلى المطارات للحاق بآخر رحلات عائدة إلى الولايات المتحدة.

وقالت آنا جريس (20 عاما) وهي طالبة أمريكية تدرس في جامعة سافك في أولى رحلاتها إلى أوروبا ”أحدث ذلك ذعرا عاما“. وسارعت بالذهاب إلى مطار بارخاس في مدريد في الخامسة صباحا للعودة إلى الوطن.

وأحدث تفشي الفيروس اضطرابا في قطاعات الصناعة والسفر والرياضة والترفيه في أنحاء العالم. لكن تفشيه في بؤرته الأصلية في إقليم هوبي الصيني تباطأ على نحو ملحوظ بعد فرض قيود صارمة على الحركة وحجر صحي على مدينة ووهان عاصمة الإقليم.

وقال مي فنغ المتحدث باسم اللجنة الوطنية للصحة في الصين ”ذروة الوباء انتهت في الصين“.

* انحسار بحلول يونيو

قال كبير المستشارين الصحيين للحكومة الصينية تشونغ نان شان (83 عاما) وهو خبير في علم الفيروسات واشتهر بالمساعدة في مكافحة تفشي فيروس سارس في 2003، إن الأزمة قد تنتهي بحلول منتصف العام.

وأضاف ”إذا حشدت جميع البلدان مواردها فقد ينتهي الأمر بحلول يونيو. لكن إذا لم تتعامل بعض البلدان مع العدوى والأضرار بجدية وتتدخل على نحو قوي فسوف يستمر الأمر لفترة أطول“.

وأصيب أكثر من 126 ألف شخص بالفيروس في أنحاء العالم، الغالبية العظمى منهم في الصين وأودى بحياة 4624 شخصا وفقا لإحصاء رويترز.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن فيروس كورونا أصبح وباء عالميا مما يعني أنه ينتشر على نحو سريع في أنحاء العالم.

وقال ترامب إن قرار منع السفر من أوروبا، الذي يبدأ تنفيذه منتصف الليل يوم الجمعة، لن يسري على بريطانيا أو على الأمريكيين الذين يخضعون ”للفحوص المناسبة“. وكتب على تويتر ”الحظر يمنع الأشخاص لا البضائع“.

أبدى الاتحاد الأوروبي استياءه من قرار ترامب.

وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في بيان ”يعبر الاتحاد الأوروبي عن استيائه لأن القرار الأمريكي بشأن منع السفر اتخذ بشكل أحادي ودون مشاورة“.

وكانت أسهم شركات الطيران والترفيه الأكثر تضررا من القرار.

وعلى الرغم من أن قرار ترامب يستثني بريطانيا التي لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي فإنها عبرت أيضا عن استيائها وقالت إنه سيؤثر على اقتصادها.

وفي الولايات المتحدة أغلقت المدارس أبوابها لأسبوعين في منطقة سياتل الكبرى التي سجلت أكبر عدد من وفيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة التي لا يقل عددها عن 38.

كما أعلن الممثل توم هانكس الحائز على جائزة الأوسكار على تويتر أن الفحوص أظهرت أنه وزوجته ريتا ويلسون أصيبا بفيروس كورونا في أستراليا حيث كان يصور فيلما.