أحدث الأخبار
  • 11:54 . تبريرات فوق أشلاء الفلسطينيين.. كيف دافع المقرّبون من أبوظبي عن لقاء عبدالله بن زايد ونتنياهو؟... المزيد
  • 09:05 . المقاومة تعلن قتل جنود إسرائيليين في عمليات متصاعدة بمدينة غزة... المزيد
  • 08:54 . حمد بن جاسم: من دمر غزة هو المسؤول عن إعادة إعمارها... المزيد
  • 08:37 . تشاد.. شركة إماراتية تدشن مشروع تزويد 274 ألف منزل بالكهرباء النظيفة... المزيد
  • 08:25 . الإمارات تبحث مع كندا تعزيز التعاون بقطاعات الطيران واللوجستيات... المزيد
  • 07:57 . الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير مشروع قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين... المزيد
  • 07:11 . عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تحذر نتنياهو من عرقلة خطة ترامب... المزيد
  • 01:02 . الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع: أي لقاء مع ممثلي الاحتلال سيظل وصمة عار تاريخية... المزيد
  • 12:44 . توقعات بزيادة 64 ألف وحدة عقارية في أبوظبي بحلول 2028... المزيد
  • 12:28 . وزير خارجية مصر: لا أمن لـ"إسرائيل" إلا بأمن الآخرين... المزيد
  • 12:23 . إيران تندد بإعادة فرض العقوبات الأممية وعملتها تهبط لأدنى مستوى... المزيد
  • 12:10 . واشنطن بوست تكشف تفاصيل جديدة عن مقترح ترامب لوقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:08 . رئيس كولومبيا بعد إلغاء تأشيرته: أميركا لم تعد تحترم القانون الدولي... المزيد
  • 10:57 . السعودية تدعو لتحرك دولي لوقف العدوان على غزة... المزيد
  • 10:53 . اتهامات لبريطانيا بالتواطؤ مع أبوظبي في غسل أموال لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 09:17 . السعودية تبدأ استقبال طلبات لتشغيل المركبات ذاتية القيادة... المزيد

حول ليبيا.. أمرٌ دُبّر بليل

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 20-02-2020

يقرر مجلس الأمن وقف إطلاق النار، ويخرقه حفتر بصوت أعلى مدافعه، والهمهمة الدولية لا تتجاوز حبر البيانات، وقبلها يسحبونه من مؤتمر تسوية إلى آخر، وفي أعقابها جميعاً يعلن ناطقه حرفياً: الحلُّ حلُّ البندقية.
ينصّبون حكومة بليبيا ويصفونها بالشرعية ويعترف بها العالم، وفجأة يساوونها بالعسكري المنقلب عليها، ويضعونهما في السلة نفسها، ويُطبّعونهم مع اللا منطق، فالمدافع عن العاصمة والمعتدي عليها في قارورة واحدة، وفق سلوك المجتمع الدولي.
يدخل هجوم حفتر على طرابلس عامه العاشر، والوضع أن ضحاياه مدنيون أطفالاً طلاباً نساء، تغادر أرواحهم أجسادهم كرهاً طيلة المدة الماضية، وأوروبا صحا ضميرها متأخراً، وأميركا ضبابية الأهواء، وروسيا متحالفة مع تركيا ومتخاصمة أيضاً في آنٍ معاً، وتتواصل في الوقت نفسه مع الوفاق، وترتزق كذلك مع اللواء المتقاعد، ومصر والإمارات وفرنسا أوائل المستثمرين في مشروع الانقلاب.
سفير أميركا في عقر دار حفتر بالرجمة حديثاً، بينما أتباعه يقصفون ميناء طرابلس، وبيان خارجية الولايات المتحدة يؤكد تشديد اللقاء حينها على الالتزام بوقف إطلاق النار، فأي الضوءين ألقت واشنطن للواء المتقاعد: الأحمر أم الأخضر؟
رعاة التسوية يراقبون بصمت وغمغمة، حتى طفح بحكومة الوفاق الكيل، وأعلن رئيسها تعليق كل المحادثات الراهنة مع حفتر، العسكرية والسياسية والاقتصادية في جنيف برعاية البعثة الأممية، والأخيرة ما زالت بياناتها تتكلم عن طاولة الحوار حلاً وحيداً، وغاية ما أبداه آخرها «تنديد شديد» بقصف ميناء العاصمة.
«توقفوا عن تدليل حفتر» يخاطب أردوغان ميركل، في مؤتمرات صحافية عقب اتفاق برلين، الذي جمع في يناير تعهدات قرابة 12 دولة بوقف إطلاق النار وحظر التسليح، ثم اعتمده مجلس الأمن، غير أن اللواء المتقاعد أحرج بطول عمليته أنصاره ورعاته.
«لا نستطيع مراقبة الحدود بين مصر وليبيا»، يصرح وزير خارجية أوروبا، وفي الوقت نفسه يعلن عملية عسكرية مزمعة لأعضاء القارة في البحر المتوسط لمراقبة حظر تسليح ليبيا، و»المعني تركيا»، بعد سلسلة اجتماعات «عقيمة» للمسؤول المذكور من أجل هذه الخطوة، وإلا فإن «الاتحاد يخاطر بتهميشه في ليبيا أمام تركيا وروسيا»، وفق تقدير «رويترز». ردت خارجية حكومة الوفاق على الخطوة الأوروبية ووصمتها بالفاشلة مقدماً، ما دامت لا تستطيع مراقبة الحدود البرية بين ليبيا ومصر، وساعات حتى رد الجانب الإيطالي وزعمت خارجيته أن المهمة الأوروبية ربما في وسعها أن تشمل البر، خلافاً لتصريحات مسؤول خارجية القارة العجوز. مؤسسة النفط تتحدث في آخر بياناتها عن خسائر تقارب ملياري دولار أميركي جراء إغلاق موالي حفتر للموانئ منذ منتصف يناير، فهل يصمت المجتمع الدولي؟ لا طبعاً، لقد رشق اللواءَ المتقاعد بكل ما أوتي من بيانات تدين الحدث ولا تسمّي فاعله، بل تأثرت الأسواق الدولية، وبدأت ليبيا تختنق والمواقف الدولية مريبة.
نطقت واشنطن عندما تمددت روسيا في ليبيا، وتحركت أوروبا بعدما تعاقدت أنقرة مع طرابلس، وكلٌّ يبتغي وجه مصالحه، أو يكايد غريمه، ويتحدثون بطلاقة عن سلامة المدنيين، وبفصاحة عن خطر التدخلات الأجنبية، والحرب بالوكالة، وتجد دولاً تؤمن بالديمقراطية وجه النهار وتكفر بها آخره، لهم ولشعوبهم مدنية الدولة، ومن بعدهم الطوفان، تجدهم يضمرون رغبة متوهجة في انتزاع حفتر للسلطة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الثورات المضادة.