أحدث الأخبار
  • 11:54 . تبريرات فوق أشلاء الفلسطينيين.. كيف دافع المقرّبون من أبوظبي عن لقاء عبدالله بن زايد ونتنياهو؟... المزيد
  • 09:05 . المقاومة تعلن قتل جنود إسرائيليين في عمليات متصاعدة بمدينة غزة... المزيد
  • 08:54 . حمد بن جاسم: من دمر غزة هو المسؤول عن إعادة إعمارها... المزيد
  • 08:37 . تشاد.. شركة إماراتية تدشن مشروع تزويد 274 ألف منزل بالكهرباء النظيفة... المزيد
  • 08:25 . الإمارات تبحث مع كندا تعزيز التعاون بقطاعات الطيران واللوجستيات... المزيد
  • 07:57 . الكنيست الإسرائيلي يصادق على تمرير مشروع قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين... المزيد
  • 07:11 . عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تحذر نتنياهو من عرقلة خطة ترامب... المزيد
  • 01:02 . الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع: أي لقاء مع ممثلي الاحتلال سيظل وصمة عار تاريخية... المزيد
  • 12:44 . توقعات بزيادة 64 ألف وحدة عقارية في أبوظبي بحلول 2028... المزيد
  • 12:28 . وزير خارجية مصر: لا أمن لـ"إسرائيل" إلا بأمن الآخرين... المزيد
  • 12:23 . إيران تندد بإعادة فرض العقوبات الأممية وعملتها تهبط لأدنى مستوى... المزيد
  • 12:10 . واشنطن بوست تكشف تفاصيل جديدة عن مقترح ترامب لوقف الحرب في غزة... المزيد
  • 11:08 . رئيس كولومبيا بعد إلغاء تأشيرته: أميركا لم تعد تحترم القانون الدولي... المزيد
  • 10:57 . السعودية تدعو لتحرك دولي لوقف العدوان على غزة... المزيد
  • 10:53 . اتهامات لبريطانيا بالتواطؤ مع أبوظبي في غسل أموال لقوات الدعم السريع... المزيد
  • 09:17 . السعودية تبدأ استقبال طلبات لتشغيل المركبات ذاتية القيادة... المزيد

التطبيع وأكذوبة «المصلحة العليا»

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 17-02-2020

هل للخيانة مسوغ؟ هل للظلم مسوغ؟
إن سلّمنا وصدّقنا وآمنا بأن لما سبق مسوغات فنحن أمام انتكاسة قيمية، وقد تواترالقول بأن الشهيد ناجي العلي قال يوماً: «أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر»، ومع الأسف بتنا نسمع ونرى مَن يقول إن الخيانة «مصلحة عليا».
البعض يرى في التطبيع مع الاحتلال والقبول بظلمه حلاً لمشكلاته الاقتصادية والسياسية، ولنفرض أن هذا الفرض صحيح، هل يكون حل مشكلاتك على حساب تعاظم مشكلات الآخرين وعلى حساب الرضا بظلم شعب آخر والإقرار به؟
إن مجرد الاعتراف بالاحتلال هو قبول بالظلم، فهو ليس كياناً عادياً ولا معتبراً، بل مغتصبات قامت على أراضي الغير، وليس لها معنى ولا مسوغ ولا افتراض آخر، وقبولك بها، يعني قبولك بذلك، ولا يعني شيئاً آخر.
دعم الاحتلال يعني دعم الظلم والعدوان، ومن غير المفهوم أن نرى شعباً يطلب بالحرية لنفسه على حساب حرية شعب آخر، إلا لو افترضنا وجود تلوث فكري هو للوباء أقرب.
ولو ذهبنا جدلاً لبحث تلك النظرية التي خرج بها من قال إن التطبيع مصلحة عليا، وبحثنا في أحوال تلك الدول التي طبّعت مع الاحتلال، سنجد أنها في أحوال اقتصادية وسياسية أردى من دول كثيرة لم تطبع مع الاحتلال، ولا داعي لوضع الفشل الاقتصادي والسياسي الداخلي على شماعة التطبيع.
التطبيع قد يكون مصلحة وفائدة للمطبع ذاته كما الخيانة والجاسوسية قد يستفيد منها الإنسان لذاته ويضر بها قومه وأقرب الناس إليه، لكن لا يتبقى خلفه سوى العار، ولو افترضنا أن البغاء قد يجلب لمَن يعمل به أموالاً إلا أنه يسلب منه الشرف والكرامة.
عدا أن تاريخ الاحتلال مع الدول العربية لا يشفع له، ومَن يقول بوجود الاحتلال مصلحة يجهل أبجديات الصراع وألف باء القضية، فالاحتلال لا يستهدف فلسطين فقط، فهو كمشروع صهيوني معطل للمنطقة، ويقف ضد كل محاولاتها للنهوض، وأحبط تجاربها الديمقراطية، ودعم ولا يزال الديكتاتوريات والانفصاليين وشجعهم، ومن ذلك دعمه لانفصال جنوب السودان عن شماله.
وتدمير المفاعلات النووية العربية، واغتيال العلماء وغيرها من الهجمات العدوانية، واحتلاله لأراضٍ عربية وسرقة مواردها، إن توقع النهضة والازدهار على يد من جاء بالأساس لصنع الخراب، هو شكل من أشكال الخبل يخيل لي أن صاحبه في سكرة من أمره، كمن يبحث عن الطهارة في كومة القذارة، وهو غالباً محتال يدرك بطلان مسوغاته، ويسعى إلى تعزيز منصبه، والحفاظ على كرسيه ومكتسباته الشخصية على حساب شعبه وشعوب الأمة.
بات علينا أن نعيد التأكيد على البديهيات، وتوضيح الواضحات في زمن كثر فيه الدجل والدجالون، إننا نعيش اليوم مع صفحات سيسجلها التاريخ ويقف عندها طويلاً، سيستعصي على الأجيال المؤمنة أن تفهم كيف مر هذا العبث دون وقفة حقيقية، كيف يحدث كل هذا دون حراك وتحرك من الناس؟ هل يستمر الركود ويبقى؟ ماذا سُيقال بعد ذلك؟ هل الجماهير بريئة مخذولة ومظلومة ومغلوبة أم إنها شيء من هذا وذاك؟
قال المتنبي: «وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ»، ونقول وليس يصح في الضمائر شيء إذا احتجنا الكثير من الدلائل والكلمات لنثبت عظم ذنب التواطؤ ضد فلسطين وخذلان شعبها وقضيتها.