نظم الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية والشتات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء احتفالات بالنصر الذي حققته المقاومة بعيد سريان هدنة مفتوحة تنهي مبدئيا عدوانا إسرائيليا شرسا استمر قرابة الشهرين, وتمهد لرفع كامل للحصار عن قطاع غزة، في حين بدت إسرائيل في حالة إحباط بعد فشلها في تركيع المقاومة.
وأعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري أن المقاومة انتصرت في الحرب التي استمرت خمسين يوما، وأنها تسمح بعودة الإسرائيليين الذين نزحوا من البلدات المتاخمة للقطاع بإذن منها وليس من نتنياهو.
وعقب هذا الإعلان خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مدن غزة وخان يونس ورفح وفي مخيمات القطاع حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، ومرددين هتافات تشيد بالمقاومة وسط إطلاق الرصاص والألعاب النارية.
بينما خرجت حشود في مدن الضفة الغربية -خاصة في نابلس والخليل ورام الله- ابتهاجا بصمود المقاومة في غزة، وشملت الاحتفالات أيضا مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن، ومخيم اليرموك جنوبي دمشق.
وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ مساء أمس، قتل إسرائيليان -أحدها ضابط وفقا لتقارير إسرائيلية- وأصيب آخرون إثر سقوط قذائف أطلقتها المقاومة على مجمع أشكول الاستيطاني قرب حدود غزة، كما سجلت إصابات في صفوف الإسرائيليين في أسدود وبلدات أخرى.
وكانت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أطلقتا قبيل سريان الهدنة صواريخ بعيدة المدى نحو تل أبيب من ضمن نحو 160 صاروخا وقذيفة أطلقت على أهداف إسرائيلية في اليوم الخمسين من الحرب التي بدأتها إسرائيل في 8 يوليو/تموز الماضي.
وفي سياق مقابل، أفادت مصادر إعلامية في إسرائيل بأنها تعيش حالة إحباط بعدما فشلت في تحقيق جل أهدافها، وعلى رأسها توجيه ضربة قاتلة لحركة حماس، ونزع سلاحها.
حيث عبر رؤساء البلدات المتاخمة لقطاع غزة عن غضبهم لأن إسرائيل لم تحقق أي إنجاز، ووصف بعضهم اتفاق الهدنة المفتوحة بأنه اتفاق استسلام وخضوع، وتابع أن مئات الإسرائيليين الذين نزحوا سينتظرون أياما حتى يتحققوا من أن القصف لن يعود.
وأكدت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امتنع عن عرض اتفاق الهدنة على المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية، واكتفى بإبلاغ الوزراء الثمانية الأعضاء بالقرار بعد علمه أن نصفهم يعارضونه.