أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«كورونا» وأسعار النفط

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 13-02-2020

سرعان ما تلاشى التفاؤل الذي برز مع نهاية العام الماضي حول استقرار أسعار النفط، والذي أشارت إليه العديد من المؤسسات المتخصصة والخبراء من مختلف الدول، حيث فاجأ فيروس «كورونا» ليس أسواق النفط العالمية فحسب، وإنما معظم القطاعات الاقتصادية، كالسياحة والنقل الجوي والقطاع الصناعي وأسواق المال والتجارة، والتي انخفضت مؤشراتها جميعاً بفعل انتشار هذا الفيروس القاتل من موطنه الأصلي بالصين إلى بقية الدول.
تأثر مختلف القطاعات والتداعيات الناجمة عن انتشار كورونا بحاجة لدراسة مفصلة، إلا أننا سنكتفي هنا بتحليل مدى تأثير ذلك على عمود اقتصاداتنا الوطنية، أي النفط، والذي انخفضت أسعاره خلال أيام معدودة بنسبة كبيرة بلغت 17% ليتدنى سعر البرميل من 65 دولاراً إلى 54 دولاراً، ما أفقد البلدان المصدرة للنفط نسبة كبيرة من عائداتها النفطية في وقت تسعى فيه إلى تجاوز الانخفاضات السابقة في الأسعار.
استدعى ذلك دعوة الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» وحلفائها، أي «أوبك+» إلى اجتماع طارئ للنظر في الإجراءات الممكن اتخاذها لوقف تدهور الأسعار، إلا أنه للأسف، فإن «أوبك+» لا تملك الكثير من الخيارات، والسلاح الوحيد بيدها، هو تحفيض الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يومياً، كما اقترحت اللجنة الفنية، وهي كمية متواضعة من المشكوك فيه أن تساعد البلدان المصدرة كثيرا لوقف نزف الأسعار إذا ما استمر «الفيروس الشيطان»، كما وصفة الرئيس الصيني من الانتشار بصورة أكبر في الأسابيع القادمة.
لماذا لن يساعد هذا الإجراء على وقف تدهور الأسعار؟ تساؤل مهم، فهذه الكمية المتواضعة تقابلها توقعات بانخفاض واردات الصين بنسبة كبيرة تبلغ 27% لتنخفض من 11 مليون برميل يومياً، يأتي معظمها من منطقة الخليج العربي إلى 8 ملايين برميل، بانخفاض قدره 3 ملايين برميل يومياً، أي أربعة أضعاف الكمية التي ستسعى «أوبك+» إلى سحبها من الأسواق. وبإضافة التوقعات الأخرى الخاصة بانخفاض الطلب من مناطق أخرى، فإن الخلل بين العرض والطلب سيبلغ مداه.
من جانب آخر، فإن البلدان المصدرة للنفط من خارج «أوبك+»، وبالأخص الولايات المتحدة ستستغل هذا التخفيض لزيادة صادراتها للأسواق العالمية، مما قد يؤدي إلى تلاشى تأثير تخفيض «أوبك+» على الأسواق تماماً، وبالتالي حدوث المزيد من التدهور في أسعار النفط في حالة لم تتم محاصرة كورونا والحد من انتشاره.
مثل هذا السيناريو إذا ما حدث، فإن تداعياته على الاقتصادات النفطية سيكون كبيراً ومؤثراً وسيساهم في زيادة عجز الموازنات السنوية التي بالكاد استطاعت التقاط أنفاسها في الآونة الأخيرة بفضل الارتفاع في الأسعار، والذي أدى إلى انخفاض العجوزات في موازنات الدول النفطية في العام الماضي.
مشكلة «أوبك» و«أوبك+» بشكل عام أنها لا تملك استراتيجيات لمثل هذه التطورات، فالسلاح الوحيد الذي تحارب به للدفاع عن مصالحها، كما أشرنا آنفاً هو تخفيض الإنتاج، والذي عمل بصورة جيدة في السنوات الثلاث الماضية، وحافظت الدول المنتجة للنفط بفضله على أسعار مقبولة تمكنت من خلالها من تحسين أوضاعها الاقتصادية، علماً بأن كافة البلدان التزمت بنسب التخفيض، كما ساعدت عوامل أخرى، كتوقف صادرات النفط الإيرانية بصورة كاملة تقريباً والتراجع الحاد في إنتاج النفط الليبي في توازن سوق النفط ودعم الأسعار، إذ إنه لولا هذين العاملين لرأينا المزيد من الانخفاضات في الأسعار.
وبالنتيجة، فإن «كورونا» رغم تداعياته السلبية على الاقتصاد الدولي، وعلى سوق النفط تحديداً، فإنه ينبه أيضاً إلى ضرورة أن تتبنى دول «أوبك+» استراتيجيات جديدة تتعدى الاكتفاء بتخفيض الإنتاج، فهذه الأداة المتاحة ليست فاعلة دائماً، خصوصاً وأن البلدان المصدرة من خارج هذه المجموعة تستغل ذلك لزيادة صادراتها، على اعتبار أن اقتصادات بعضها، كالولايات المتحدة تتمتع بالتنوع وبالقدرة على مواجهة انخفاض الأسعار لضعف اعتمادها على القطاع النفطي، وهو إحدى الاستراتيجيات التي يجب العمل عليها للتقليل قدر الإمكان من التطورات المتقلبة لأسواق وأسعار النفط.