أكد محللون عسكريون إسرائيليون أن فصائل المقاومة في قطاع غزة باتت تعتمد على استراتيجية جديدة في عمليات القصف والاستهداف الصاروخي الدقيق، نظرا لدقة هذا النوع من السلاح وقوته التدميرية.
وأوضح المحللون أن هذا النوع من السلاح والمتمثل في قذائف الهاون هي الأكثر فتكا، لأنها غير قابلة للرصد قبل الإطلاق وغير قابلة للاعتراض، وقالوا “إنها كانت السبب بتشديد القصف الإسرائيلي على المناطق الحدودية”.
وذكر موقع “والا” العبري أن فصائل المقاومة التي تملك هذا السلاح الفتاك تكرس جهودا لإطلاقها على البلدات وعلى القواعد العسكرية القريبة من الشريط، مضيفاً “الجيش يدرك مدى الصعوبة في التعامل مع قذائف الهاون ويبذل جهودا من أجل التخفيف منها”.
وقال المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية “أليكس فيشمان”: إنه “منذ يوم أمس (23|8) حدد الجيش لنفسه هدفا جديدا وهو إبعاد قذائف الهاون عن البلدات المحيطة بقطاع غزة، ويتساءل: “لماذا الآن، كان واضحا منذ بداية الحرب أن السلاح الفتاك ليس الصواريخ بل قذائف الهاون التي لا تتوفر لها وسيلة إنذار مسبق”.
ويضيف فيشمان “20 جنديا من بين الـ64 الذين قتلوا، قتلوا بقذائف هاون داخل العمق الإسرائيلي إضافة لعشرات الجرحى، قذائف الهاون كانت ولا زالت نقطة الضعف في الدفاع عن الخط الأمامي الذي يشمل عشرات المستوطنات، في بعض الحالات انتهى الأمر بمعجزة ولم تقع إصابات”.
واليوم فقط (24|8)، أصيب أكثر من 12 إسرائيليا معظمهم وصفت جراحه بالخطيرة منهم 5 جنود، بعد تعرضهم للقصف بقذائف الهاون من العيار الثقيل، في مختلف مناطق محيط غزة، وأعلنت كتائب القسام عن مسؤوليتها عن استهداف معبر إيرز العسكري شمال القطاع بعدة قذائف أخرى ما أدى لإصابة عدد من جنود الاحتلال بجراح مختلفة باعتراف الاحتلال.
تهديد بحرب برية أخرى
من جانبه وبسبب تزايد خطر قذائف الهاون، قال وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي يئر لبيد: "إن استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة من إطلاق الصواريخ وخاصة قذائف الهاون فإن العملية البرية ضد القطاع ستطرح وبقوة من جديد على الطاولة".
وأضاف لبيد:" إن فصائل المقاومة بغزة زادت من كمية قذائف الهاون وهذا يؤثر بشكل كبير على حياة المستوطنين في مستوطنات غلاف قطاع غزة، مؤكداً أن الاجتياح البري هو احتمال وموجود على الطاولة.
وهدد باغتيال قيادات حركة حماس السياسيين والعسكريين في قطاع غزة وخارجها.
وأضاف "أن قادة الذراع السياسي والعسكري ليسوا محصنين وسوف نطاردهم في غزة وخارجها".
وكانت فصائل المقاومة أطلقت عشرات قذائف الهاون من العيار الثقيل 120 على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة ما أدى لإصابة عدد من المستوطنين وتضرر الكثير من المنازل والسيارات، ما دفع المستوطنين لترك منازلهم والنزوح من مستوطنات غلاف غزة إلى الداخل المحتل لأول مرة في تاريخ هذا الكيان.
وكانت أعربت إسرائيل عن قلقها البالغ من كيفية معرفة حماس عن وجود رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال بني جانتس وقائد ما يعرف بالمنطقة الجنوبية سامي ترجمان حين أمطرت مستوطنة نحال عوز بعشرات قذائف الهاون في محاولة لاغتيالهم.
ويعتقد مراقبون أن هدف فصائل المقاومة باستخدام هذه النوعية من القذائف قد يكون خلفه أسباب عملياتية تمهيدا لأي مبادرات قد تتخذها المقاومة في الأيام القليلة القادمة وفقا لتطور مجريات الحرب السياسية والعسكرية.
وسلاح الهاون هو عبارة عن قذائف صغيرة الحجم بعدة عيارات مثل 60 ملم و120 ملم، يعتبر من الأسلحة النارية القديمة اخترعه بريطاني يدعى "ستوكس" عام 1917.