أحدث الأخبار
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد

“إسرائيل” والمصير العادل

الكـاتب : محمد خليفة
تاريخ الخبر: 24-08-2014

الصهاينة - كما يعتقدون - ليسوا كالأمم الأخرى التي تطلب العيش بسلام، فهذا أمر مخالف للشريعة اليهودية التوراتية، فالمذهبية اليهودية التوراتية تحرض على التوسع والعدوان، فاليهود يرون في العدوان على الأمم الأخرى وفي احتلال بلاد الشعوب الأخرى تنفيذاً لأوامر "يهوه" الإلهية، فلقد ورد في الأصحاح السابع والعدد السادس عشر من سفر التثنية: "وتفترس جميع الأمميين (الغوييم) الذين يدفعهم إليك الرب إلهك فلا تشفق عيناك عليهم" . ولذلك منذ أن احتلت "إسرائيل" القطاع والضفة والجولان، أعلنت أنها لن تنسحب من هذه المناطق إذ اعتبرتها أرضاً "إسرائيلية" بحكم الحق لا بحكم القانون . وهذا ما قاله إسحق شامير قبل عشرين عاماً، وتأكيداً لقول ديفيد بن غوريون، المؤسس الفعلي لدولة "إسرائيل"، "أن الصهيوني هو كل يهودي يسارع بالعودة إلى صهيون مضحياً بكل شيء في سبيل ذلك، ومؤثراً الحياة في "إسرائيل" على كل حياة في أي بلد آخر" . واعتبر العودة بالنسبة إلى يهود الشتات هو المظهر الرئيسي لتأكيد الذات اليهودية في أرض فلسطين، والتمسك بما تنشده الشريعة اليهودية ونص سفر التوراة التثنية: "وإذا أدخلك الرب إلهك، وأنت سائر إليها لترثها، واستئصل أمماً كثيرة من أمام وجهك، لا تقطع معهم عهداً، ولا تأخذ بهم رأفة، اقتلوا كل ذكر من الأطفال، وكل امرأة متزوجة" .
وهذا ما قام بتطبيقه جنود الاحتلال "الإسرائيلي" على أرض الواقع خلال العدوان على غزة، وهو ما أشار إليه الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، في كلمته خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي: "لقد رأى العالم أطفالاً وصغاراً يقتلون، وهم في أحضان أمهاتهم، ورأى أمهات يقتلن، وفي أحشائهن أجنة أحياء، إن ما شاهده العالم في الحرب على غزة من صور مأساوية، ووقائع غير مسبوقة من الوحشية والدمار يتجاوز كل الحدود الإنسانية" .
وهذا يظهر نوايا "إسرائيل" الحقيقية تجاه الضفة والقطاع، كون العقيدة اليهودية - والتي يؤمن بها اليهود بعامة و"إسرائيل" بخاصة - هي أول عقيدة في التاريخ نادت وتنادي بالتمييز العنصري، وتمارسه لا من منطلق السياسة بل من منطلق العقيدة، والتي تزعم أن اليهود هم شعب الله المختار . وإذا أضفنا إلى ذلك أن الأكثرية الساحقة من يهود "إسرائيل" يؤمنون بأن رقعة "إسرائيلهم" محررة جغرافياً في التوراة، حيث تبدأ حدودها بالنيل وتنتهي بالفرات . ومن ثم إذا أضفنا إلى ذلك أن دهاقنة الصهيونية العالمية قد توصلوا إلى قناعة راسخة تقول: "إن تأمين بقاء "إسرائيل" وطناً يهودياً، ودولة صهيونية، وقاعدة استعمارية، ومنطلقاً للاستثمارات الصهيونية العالمية، يستوجب إبقاء العالم العربي في حال من هزال وضعف شديدين، وهذا يستلزم تفتيت المنطقة العربية إلى دويلات طائفية وعرقية، وأن ضعف هذه الدويلات كفيل بإيجاد الحدود الآمنة ل"إسرائيل""، مع أن حدود "إسرائيل" ليست بحدود جغرافية، بل إنها حدود سياسية .
وقد جاءت اتفاقية "سايكس - بيكو"، التي قسمت العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى إلى دول ودويلات وكيانات، لتكون المنطلق الصحيح إلى تفتيت العالم العربي . وما أن أُعلِن عن قيام دولة "إسرائيل"، وبعد هزيمة الجيوش العربية، ظهرت "إسرائيل" كقوة حربية عسكرية في المنطقة من أجل تحقيق هذا الهدف، فشاركت في الحرب الاستعمارية مع بريطانيا وفرنسا ضد مصر عام ،1956 ومن ثم اجتاحت أراضي عدة دول عربية واسعة في عدوان عام ،1967 وقد كان هذا العدوان آخر مد ل"إسرائيل"، فقد بدأ بعده أوان التراجع، فجاءت حرب عام 1973 التي منيت "إسرائيل" فيها بهزيمة محدودة، لكنها كانت كافية لتثبيت "إسرائيل" عند حدودها المرحلية، وحاولت "إسرائيل" التمدد من جديد فاعتدت على لبنان، واجتاحت بيروت، لكن المقاومة في لبنان أجبرتها على التراجع والانكفاء عن جنوب لبنان عام ،2000 وحاولت "إسرائيل" في عام 2006 إعادة الكرة والاعتداء على لبنان، لكنها كانت عاجزة عن التقدم متراً واحداً في الأرض اللبنانية، فانتهت الحرب بهزيمة كبرى ل"إسرائيل"، وفي شهر يوليو/تموز الماضي قررت "إسرائيل" الاعتداء على غزة، لتدمير بنية المقاومة فيها، لكنها أخفقت في تحقيق أهدافها بسبب قوة وثبات المقاومة الفلسطينية . وأصبحت "إسرائيل" تواجه مصيرها الحتمي وهو الزوال، فالدولة التي قامت بالقوة على أرض الغير، أصبحت ضعيفة إلى الحد الذي لم تعد قادرة على حماية نفسها .
وقد تنبأ وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر بذبول وزوال "إسرائيل" خلال عشرة أعوام من تاريخ ،2012 وفي هذه الأثناء ظهر تقرير الاستخبارات الأمريكية يتنبأ بزوال "إسرائيل" بعد عشر سنوات، ورحيل ثلاثة ملايين إلى أمريكا وروسيا في عام 2025 . وأوضح التقرير الذي أعدته ست عشرة مؤسسة استخبارية أمريكية - وهو تقرير مشترك - تحت عنوان "الإعداد لشرق أوسط فى مرحلة ما بعد "إسرائيل"": "إن أعداداً متزايدة من الأمريكيين، ومنهم مجتمع الاستخبارات الأمريكي عموماً، يدركون اليوم أن أكثر من مليار ونصف نسمة هم أعداء ل"إسرائيل"، ومعهم معظم العالم غير الأوروبي"، وهم بالضرورة ليسوا أعداء للولايات المتحدة . والحقيقة أن الولايات المتحدة تواجه الإفلاس، وتضحي بآلاف الأرواح في حروب لمصلحة "إسرائيل" . . حروب تضر بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية، بدل أن تساعدها . (إحدى هذه المصالح، بطبيعة الحال، شراء النفط والغاز من حكومات مستقرة متعاونة) . وقال التقرير: "إن عدداً من اليهود - في الآونة الأخيرة - يهجرون "إسرائيل" إلى بلادهم التي أتوا منها، وبنسبة كبيرة، وأن هناك نصف مليون إفريقي في "إسرائيل" سيعودون إلى بلادهم خلال السنوات العشر القادمة، إضافة إلى مليون روسي، وكذلك أعداد كبيرة من الأوروبيين" . وأشار التقرير إلى أن انتهاء دولة "إسرائيل" في الشرق الأوسط أصبح حتماً قريباً . وأوضح التقرير: "إن هناك انخفاضاً في معدلات المواليد "الإسرائيلية" مقابل زيادة سكان فلسطين، وأنه يوجد 500 ألف "إسرائيلي" يحملون جوازات سفر أمريكية . وستطفأ فكرة الدولة القائمة على أساس النقاء اليهودي، التي لم يستطع قادة "إسرائيل" تحقيقها حتى الآن، فلم يعد بالإمكان الاستمرار في سياسة القتل في عالم اليوم الذي لم يعد مؤيداً، في معظمه، لتصرفات "إسرائيل" . ولذلك، فإن هذه الدولة العنصرية، وبعد أن تلقت الهزائم المتكررة في لبنان وغزة، ستتجه في اتجاه واحد وهو التحول إلى دولة ديمقراطية، كما حدث في جنوب إفريقيا، وبهذا الحل سيعود الفلسطينيون اللاجئون إلى وطنهم، وسيضطر مئات الآلاف من الحاملين لجنسية "إسرائيل" إلى المغادرة، لأنهم سيجدون أنفسهم وسط أغلبية عربية رافضة للتعامل معهم" .
إن هذا الحل لن يتأخر كثيراً بناء على تقارير وتحليلات وليست مجرد أمنيات، وقد يتحقق هذا قبل عام ،2025 ذلك لأن منطق الوجود عندما تنطوي أفعال أي أمة على الشر فقط، وتصغير قيمة الإنسان والحط من شأنه، فإنها تكون مخالفة لغاية الوجود الإنساني، ومسار التاريخ العام للإنسانية ماضياً ومستقبلاً، ومن ثم يكون مصيرها الفناء .