أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

قديماً قال أسلافنا

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-08-2014

سافر ففي الأسفار سبع فوائد).. وأجد أن في السفر سبعين فائدة، باعتبار تطور الحياة ووسائل الاتصال والمواصلات، اليوم تستطيع - خاصة إذا كنت في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا - أن تعبر دولاً وحدوداً في بضعة أيام، تلاشت العوائق، وكادت مشاق السفر وصعوباته أن تصبح شيئاً من الماضي، تعبر بك الطائرة ثلاث قارات في ست ساعات، وتنطلق بك السيارة بين دول عدة في بضعة أيام، حين سألتني البائعة الألمانية عن بلدي أبدت دهشة مصحوبة بفرح واضح حين علمت بأنني من دبي، وحين علمت بأنني أقمت في ثلاث مدن خلال أسبوع واحد، قالت أظنك ستزورين مدناً في ألمانيا لم أرها أبداً، وربما لن أراها أنا الألمانية التي تجاوزت الستين، وطبعاً ليس لدى المرأة مشكلة تمنعها السفر ولكنها عجلة الحياة، الحياة في نهاية الأمر خيار وقرار، نحن نختار ونقرر كيف نقضي الحياة مع تلك الخيارات.

من حسن حظي أن يقع الفندق الذي سكنته في مدينة دوسلدورف على أعتاب حديقة عامة ضخمة، وعند قدمي بحيرة صغيرة تأتي من جداول نهر الراين القريب، في الصباح يجلس الكثيرون قبالة البحيرة، يتسلون بإطعام البط وإوز البحيرة، والكثير من الطيور، كما أن بعض الآباء والأمهات يصطحبون أطفالهم لتمضية وقت ممتع مع الطيور، جلست أرقب سلوك تلك الأسرة، الأب يلتقط الصور، الطفلة ذات الخمسة أعوام ظلت تشاكسني طويلاً بطريقة غاية في الرقة، بينما الأم تمسك بطفلتها بين فترة وأخرى لتعلمها أسماء الطيور، والطفلة تردد خلف والدتها، ثم تزايد عدد الأطفال، وتحول المكان لدرس عملي لتعليم الأطفال أسماء الطيور، وإعطائهم بعض فتات الخبز لإطعامها، إنها الوسيلة الأكثر جدوى لتعليم الصغار.

تذكرت المئات من أطفالنا الذين لا يعرفون الطيور إلا من خلال كتب المدرسة، ولا يتعاملون معها إلا إذا سافروا، ليس الطيور فقط بل الحيوانات والأسماك والخضراوات والفواكه، وتفاصيل معرفية بلا حصر، لا يعرفها الأطفال إلا من خلال الصور، مع أن هذه المعارف مهمة وضرورية لبناء الطفل الذهني والنفسي، والتعامل مع الحيوان، تحديداً، مسألة في غاية الضرورة للطفل، وهنا فإن مشكلة الآباء والأمهات عندنا تكمن في عدم وعيهم بذلك، وبدل الإسراع بأطفالهم إلى المركز التجاري ليلعبوا بدمى ومجسمات جامدة من الحديد والبلاستيك أو بالألعاب الإلكترونية، يفترض أن يفكر هؤلاء في الحدائق العامة وحدائق الأحياء والحيوانات التي تنتشر في كل مكان، فهذه الحدائق، خاصة حين يكون الطقس معتدلاً، تشكل أماكن للترفيه والرياضة والمعرفة، وبناء علاقات عاطفية قوية بين الأطفال وآبائهم من خلال اللعب.

لقد ظل الصغار يلعبون مع الطيور زمناً بجوار البحيرة، وظلت تلك السيدة تردد على مسامعهم أسماء الطيور، وهم يرددون خلفها، تعرف الآباء والأمهات إلى بعضهم بعضاً، وتعرف الصغار على بعضهم أيضاً، لعبوا وتعلموا، وقضوا وقتاً جيداً، ليس لأنه لا يوجد لديهم مراكز تجارية ومحال وجبات سريعة، وليس لأنهم لا يمتلكون المال لمنحه لصغارهم، لكنهم يوقنون أن هناك أموراً لا يجوز القفز عليها بحجة العولمة والتطور والرفاهية، والرغبة في تدليل الأطفال بإعطائهم المزيد من المال والمزيد من شراء الأشياء، لقد وقع أطفال الخليج نتيجة هذه القناعات الخاطئة ضحايا تربية خاطئة، جعلتهم الأكثر سمنة على مستوى العالم، والأكثر في الإصابة بأمراض السكري والكسل وعدم الرغبة في التعلم والقراءة.

الألمان من أكثر شعوب العالم تقدماً وتطوراً وصناعة وثراءً، وهم يعيشون ضمن دولة تعد الأكثر ازدهاراً ورفاهية، ومع ذلك فإن قضايا التربية والتعليم من المحرمات التي لا تقبل العبث أو المساس، لأنه لو تم التهاون فيما يخص منظومة التربية والأخلاق سيختل ميزان القيم الاجتماعي للأمة الألمانية كلها، ولن نعود نتمتع بواردات ألمانية غاية في الدقة والجودة والإتقان، لهذا نقول دائماً أن منظومة القيم تتربى عليها الأمم ولا تشتريها أو تستوردها، لكن للأسف نحن نركض لدول أوروبا، لكنْ لنراكم الأشياء والمشتريات والبضائع من دون الالتفات إلى الأهم.