أحدث الأخبار
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد

قديماً قال أسلافنا

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-08-2014

سافر ففي الأسفار سبع فوائد).. وأجد أن في السفر سبعين فائدة، باعتبار تطور الحياة ووسائل الاتصال والمواصلات، اليوم تستطيع - خاصة إذا كنت في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا - أن تعبر دولاً وحدوداً في بضعة أيام، تلاشت العوائق، وكادت مشاق السفر وصعوباته أن تصبح شيئاً من الماضي، تعبر بك الطائرة ثلاث قارات في ست ساعات، وتنطلق بك السيارة بين دول عدة في بضعة أيام، حين سألتني البائعة الألمانية عن بلدي أبدت دهشة مصحوبة بفرح واضح حين علمت بأنني من دبي، وحين علمت بأنني أقمت في ثلاث مدن خلال أسبوع واحد، قالت أظنك ستزورين مدناً في ألمانيا لم أرها أبداً، وربما لن أراها أنا الألمانية التي تجاوزت الستين، وطبعاً ليس لدى المرأة مشكلة تمنعها السفر ولكنها عجلة الحياة، الحياة في نهاية الأمر خيار وقرار، نحن نختار ونقرر كيف نقضي الحياة مع تلك الخيارات.

من حسن حظي أن يقع الفندق الذي سكنته في مدينة دوسلدورف على أعتاب حديقة عامة ضخمة، وعند قدمي بحيرة صغيرة تأتي من جداول نهر الراين القريب، في الصباح يجلس الكثيرون قبالة البحيرة، يتسلون بإطعام البط وإوز البحيرة، والكثير من الطيور، كما أن بعض الآباء والأمهات يصطحبون أطفالهم لتمضية وقت ممتع مع الطيور، جلست أرقب سلوك تلك الأسرة، الأب يلتقط الصور، الطفلة ذات الخمسة أعوام ظلت تشاكسني طويلاً بطريقة غاية في الرقة، بينما الأم تمسك بطفلتها بين فترة وأخرى لتعلمها أسماء الطيور، والطفلة تردد خلف والدتها، ثم تزايد عدد الأطفال، وتحول المكان لدرس عملي لتعليم الأطفال أسماء الطيور، وإعطائهم بعض فتات الخبز لإطعامها، إنها الوسيلة الأكثر جدوى لتعليم الصغار.

تذكرت المئات من أطفالنا الذين لا يعرفون الطيور إلا من خلال كتب المدرسة، ولا يتعاملون معها إلا إذا سافروا، ليس الطيور فقط بل الحيوانات والأسماك والخضراوات والفواكه، وتفاصيل معرفية بلا حصر، لا يعرفها الأطفال إلا من خلال الصور، مع أن هذه المعارف مهمة وضرورية لبناء الطفل الذهني والنفسي، والتعامل مع الحيوان، تحديداً، مسألة في غاية الضرورة للطفل، وهنا فإن مشكلة الآباء والأمهات عندنا تكمن في عدم وعيهم بذلك، وبدل الإسراع بأطفالهم إلى المركز التجاري ليلعبوا بدمى ومجسمات جامدة من الحديد والبلاستيك أو بالألعاب الإلكترونية، يفترض أن يفكر هؤلاء في الحدائق العامة وحدائق الأحياء والحيوانات التي تنتشر في كل مكان، فهذه الحدائق، خاصة حين يكون الطقس معتدلاً، تشكل أماكن للترفيه والرياضة والمعرفة، وبناء علاقات عاطفية قوية بين الأطفال وآبائهم من خلال اللعب.

لقد ظل الصغار يلعبون مع الطيور زمناً بجوار البحيرة، وظلت تلك السيدة تردد على مسامعهم أسماء الطيور، وهم يرددون خلفها، تعرف الآباء والأمهات إلى بعضهم بعضاً، وتعرف الصغار على بعضهم أيضاً، لعبوا وتعلموا، وقضوا وقتاً جيداً، ليس لأنه لا يوجد لديهم مراكز تجارية ومحال وجبات سريعة، وليس لأنهم لا يمتلكون المال لمنحه لصغارهم، لكنهم يوقنون أن هناك أموراً لا يجوز القفز عليها بحجة العولمة والتطور والرفاهية، والرغبة في تدليل الأطفال بإعطائهم المزيد من المال والمزيد من شراء الأشياء، لقد وقع أطفال الخليج نتيجة هذه القناعات الخاطئة ضحايا تربية خاطئة، جعلتهم الأكثر سمنة على مستوى العالم، والأكثر في الإصابة بأمراض السكري والكسل وعدم الرغبة في التعلم والقراءة.

الألمان من أكثر شعوب العالم تقدماً وتطوراً وصناعة وثراءً، وهم يعيشون ضمن دولة تعد الأكثر ازدهاراً ورفاهية، ومع ذلك فإن قضايا التربية والتعليم من المحرمات التي لا تقبل العبث أو المساس، لأنه لو تم التهاون فيما يخص منظومة التربية والأخلاق سيختل ميزان القيم الاجتماعي للأمة الألمانية كلها، ولن نعود نتمتع بواردات ألمانية غاية في الدقة والجودة والإتقان، لهذا نقول دائماً أن منظومة القيم تتربى عليها الأمم ولا تشتريها أو تستوردها، لكن للأسف نحن نركض لدول أوروبا، لكنْ لنراكم الأشياء والمشتريات والبضائع من دون الالتفات إلى الأهم.