كشف تحليل لغرفة تجارة وصناعة دبي أن ارتفاع سعر صرف الدرهم أمام الريال البرازيلي بنسبة 40%، خلال السنوات الخمس الماضية، أدى إلى ارتفاع الطلب على اللحوم البرازيلية، وحدوث تحول رئيس في سوق اللحوم الحمراء بالإمارات.
وأشار التحليل إلى أن سوق اللحوم الحمراء بالإمارات تشهد بعض التحولات الرئيسة في اختيارات المستهلك، إذ إنه سابقاً في عام 2014، كانت الماشية الحية: (الضأن، والماعز والأبقار) تشكل نحو ربع واردات الدولة من اللحوم الحمراء، إلا أنه بحلول 2018، انخفضت تلك الحصة إلى أقل من 10%.
وبلغت واردات الإمارات من منتجات اللحوم الحمراء: (اللحوم الطازجة والمبردة والمجمدة والماشية الحية)، نحو 221 ألف طن في 2018، وكانت نسبة 39% من هذه الكمية عبارة عن لحوم أبقار مجمدة، و28% لحوم ضأن وماعز طازجة ومبردة ومجمدة، و24% لحوم أبقار طازجة ومبردة في حين بلغت حصة الماشية الحية فقط 9%.
وكشفت بيانات غرفة تجارة وصناعة دبي أن واردات اللحوم الحمراء حققت نمواً بنسبة 11% في 2018، مقارنة بعام 2017 (221 ألف طن، مقابل 199 ألف طن). وأظهر تحليل الأرقام المذكورة وجود تضارب في القوى المحركة للسوق. وفي حين سجلت الواردات من الماشية الحية انخفاضاً حاداً، حدث ارتفاع حاد في واردات لحوم الأبقار المجمدة.
وذكر التحليل أنه يمكن تفسير ذلك بتغير مزاج الاستهلاك لدى سكان الإمارات والمنطقة، ويظهر ذلك في استبدال الماشية الحية المرتفعة السعر بلحوم الأبقار المجمدة ذات الأسعار الأكثر تنافسية.
وبين أنه بالإضافة إلى ذلك، قامت المزارع المحلية في الإمارات بزيادة قدراتها الإنتاجية، لتلبية الطلب المحلي على الماشية الحية، خصوصاً الماعز والضأن، التي عادة يتم ذبحها خلال عيد الأضحى، مشيراً إلى أن ازدهار أنشطة إعادة الصادرات في دبي يعتبر كذلك عاملاً رئيساً، أسهم في نمو الواردات من لحوم الأبقار المجمدة.
وتتبع التحليل مصدر الزيادة التي حدثت في واردات الإمارات من لحوم الأبقار المجمدة خلال 2018، والتي بلغت 53%، مقارنة بالعام السابق، إذ أكد أن معظمها جاء من سوق واحدة هي البرازيل، إذ ورّدت للدولة نحو 39.7 ألف طن، بما يمثل زيادة أربعة أضعاف تقريباً على مستوى العام السابق.
وحلت الهند في المرتبة الثانية بـ32.8 ألف طن، تلتها أستراليا في المرتبة الثالثة بنحو 5000 طن من لحوم الأبقار المجمدة. وشملت المصادر الأخرى، التي جاءت ضمن أكبر خمسة موردين لهذه المنتجات: الولايات المتحدة بنحو 4.2 آلاف طن، والسعودية بـ1.7 ألف طن.
وعزا التحليل الزيادة في مبيعات لحوم الأبقار البرازيلية بالإمارات، والتي حدثت في الأشهر الأخيرة، إلى زيادة جاذبية سعرها، وذلك نتيجة الانخفاض في سعر صرف العملة البرازيلية مقابل الدرهم بنسبة 40% على مدى الأعوام الخمسة الأخيرة.
وأوضحت بيانات غرفة تجارة وصناعة دبي عن النصف الأول من العام الجاري 2019، استمرار وحتى تسريع الاتجاه الذي ذكر سابقاً، حيث بلغت واردات الإمارات من لحوم الأبقار المجمدة من البرازيل 44.4 ألف طن، مقارنة بـ5.3 آلاف طن في النصف الأول من 2018. ويعتبر هذا المستوى بالفعل أعلى من ما تم استيراده من هذا الشريك التجاري عام 2018 بكامله.
وبالإضافة إلى زيادة شعبية لحوم الأبقار المجمدة في السوق المحلية والأسواق الإقليمية (أي أسواق إعادة الصادرات)، باعتبارها بديلاً أرخص لواردات الماشية الحية، هناك عوامل أخرى عززت هذا النمو، مثل تمتع البرازيل بوجود إجراءات معتمدة لشهادات الحلال، وكذلك حدوث تطورات خارجية معينة، مثل الجفاف والفيضانات التي ضربت أستراليا أخيراً، ما أثر في صادراتها من الماشية ولحوم الأبقار.
ويبدو أن تنافسية الأسعار، التي تتمتع بها لحوم الأبقار البرازيلية، قد جذبت أيضاً أسواقاً عربية أخرى، حيث ارتفعت مبيعات هذه المنتجات إلى كل الدول العربية بنسبة 47%، حتى الآن هذا العام، وذلك بحسب غرفة التجارة البرازيلية.
