استنكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في برقية إلى رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ما تعرض له الأخير في مقبرة الصليبخات من "محاولة اعتداء باليد خلال تأديته واجب العزاء لعدد من الأسر الكويتية".
وأبدى أمير الكويت في بيان، نشرته وكالة الأنباء الرسمية (كونا)، أسفه لما تعرض له رئيس مجلس الأمة بمقبرة الصليبخات، مؤكداً أن "هذا التصرف لا يمثل القيم الإسلامية وعادات وأخلاق أهل الكويت ولا يعكس ما جبلوا عليه من تواد وتعاطف وتراحم وتكاتف في السراء والضراء".
كما بعث ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الصباح ببرقيتين مماثلتين.
وكان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قد تعرض لاعتداء باليد، الأربعاء، أثناء تأديته العزاء في مقبرة الصليبخات في العاصمة الكويت، إذ إنه اتجه لمصافحة أحد الأشخاص الذي رفض بدوره مصافحته مما أدى لتلاسن لفظي بينهما تطور إلى محاولة اعتداء باليد قبل أن يتدخل المرافقون للغانم ويحموه من الاعتداء.
ولم تعرف دوافع الشخص المعتدي، لكن مصادر "العربي الجديد" كشفت أنه "من أسرة قريبة من أسرة الغانم وأن هناك دوافع سياسية واقتصادية".
وأصدر رئيس مجلس الأمة توضيحاً عقب الحادثة قال فيه: "منعاً للغلط والإشاعات، أجد نفسي ملزماً بتوضيح ما حدث في مقبرة الصليبخات اليوم. إن حقيقة ما حدث في مقبرة الصليبخات يمكن اختصاره بأنني وبعد انتهائي من واجب تقديم العزاء بوفيات عدد من الأسر الكويتية الكريمة، توجهت إلى المخرج، وإذا بي أصادف الأخ الكريم عدنان الورع وبجانبه شخصان".
وأضاف: "قمت بالسلام على الأخ عدنان وعلى الشخص الثاني، وعندما هممت بمصافحة الشخص الثالث، رفض السلام متفوها بكلمة غير لائقة، فما كان مني إلا أن قلت له (عيب عليك إحنا في مقبرة) وأعطيته ظهري مغادراً، وإذا به يحاول الاعتداء علي باليد".
وتابع: "فما كان من أخي فهد (الغانم) الذي كان برفقتي إلا أن تصدى له ومنعه من الاعتداء علي، أما ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات فإنها قديمة ولا تتعلق بما حصل اليوم".
وأبدى استغرابه "مما حدث"، مؤكداً أنّ "هذا الحادث، حادث عرضي لا يمت بصلة بأخلاقنا ككويتيين ومسلمين".
وأوضح: "أنا أذهب بشكل شبه يومي إلى المقبرة، أعزي الناس والتمس الأجر، ولم نصادف مثل تلك الحوادث الشاذة، فالمقبرة مكان بطبيعته يفرض الوقار والخشوع والهدوء. فمصابات الناس في وفياتهم مناسبة تقتضي الحزن والتعاطف والتضامن".
ويعد الغانم أحد أبرز رؤساء مجلس الأمة في تاريخ الكويت السياسي، إذ ساهم مرات عدّة في حماية الحكومات المتعاقبة من السقوط في فخ الاستجوابات المقدمة من عدد من نواب البرلمان، كما أنه ساهم في صياغة عدد من القوانين المهمة في البرلمان الكويتي وتأمين أصوات كافية لتمريرها.