أحدث الأخبار
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد
  • 11:52 . الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان... المزيد
  • 11:51 . برامج التقوية الصيفية.. دعم للتحصيل أم عبء على الطلبة؟... المزيد
  • 11:48 . أستراليا تتهم نتنياهو بإنكار معاناة سكان غزة... المزيد
  • 11:46 . ليبيا.. حفتر يعين نجله صدام نائبا له... المزيد
  • 11:45 . شاحنات مساعدات مصرية تنطلق إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لدخولها غزة... المزيد
  • 09:27 . ما "الأعمال الإرهابية" التي تهدد الأمريكيين والبريطانيين في الإمارات؟... المزيد
  • 01:41 . مجلس الأمن يدعو كافة الدول لاحترام سيادة ووحدة أراضي سوريا... المزيد

بيت الطفولة والذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-12-2019


بيت الطفولة والذاكرة - البيان في مراهقتنا وقد كنا لا نزال نسكن ذات البيت الذي ولدنا فيه وشهد جزءاً من قفزتنا الهائلة من مرحلة الطفولة بكل سذاجاتهاولامبالاتها إلى سنوات المراهقة بكل خضاتها ومآزقها، في تلك الأيام التي كان لكل شيء وقع مختلف وذكرى لا تمحى، عرفنا طريقنا للشعر، والكتابة والقصص والروايات، وبدأنا نفكر فيما حولنا ونكتشف المعاني والعلاقات، ونكون مفاهيمنا الخاصة ونصنع رؤيتنا لكل ما له علاقة بعواطفنا وأجسادنا والأشخاص والأشياء التي نتعامل من خلالها! 

 البيت، كان أحد تلك الأمكنة التي شكلت حجر الزاوية في علاقتنا بالحياة كلها، بخصوصيتنا، بشعورنا بالأمان، وعلاقتنا بالحي الذي نسكنه، بالصداقات الأولى، وبعلاقاتنا العائلية التي كانت توثقها الكثير من المظاهر، والعادات المنزلية الحميمة جداً داخل البيت، كأنواع الخبز اللذيذ الذي كانت تعده جدتي في صباحات الشتاء للإفطار، وتجمعنا الثابت على وجبتي الغداء والعشاء وجلستنا بصمت كامل حول التلفزيون لمتابعة توم وجيري وزينة ونحول، وسنان وكابتن ماجد، ومسلسل ليالي الحلمية. 

 كان البيت في تلك الأيام مكاناً حقيقياً، نابضاً بالحياة والتذكارات والعادات، كجلسة تناول الشاي والقهوة بعد الغداء بقليل، وقت القيلولة الإجباري، وقت المذاكرة الذي يمتد من العصر حتى ما بعد المغرب، مذياع والدي، نشرة أخبار الإذاعة، وصلة أم كلثوم فترة الظهيرة، وجود شجرة لوز معمرة في وسط الفناء تجلس نساء العائلة في ظلها ينظفن السمك ويغسلن الأرز، الفناء الترابي الذي كان يجب أن يكون نظيفاً دائماً كمرآة كما تصفه أمي، وما زلت أتذكر سؤال والدتي كلما عدت من المدرسة: هل أحضرت قصة تقرأينها لي؟ 

 هذا كله جعلنا نتعلق بذلك البيت الشهير من الشعر: 

 كم منزل في الأرض يألفه الفتى 

 وحنينه أبداً لأول منزل 

 حيث مر كل شيء تعلمناه وتعلقنا به وأثث ذاكرتنا وصاغ وجداننا بذلك البيت الأول الذي شهد ولادتنا وطفولتنا وبعضاً من سنين مراهقتنا، قبل أن تسرقنا المسافات وتطوح بنا الظروف وتغيرات المدينة عبر منازل وأحياء كثيرة، لكن الحب يبقى للحبيب الأول والمنزل الأول!