دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اجماعة الحوثي المسلحة والانفصاليون إلى تحكيم العقل، وتغليب مصلحة الشعب، والتعامل المسؤول والجدّي مع الاتفاقات.
جاء ذلك في كلمة ألقاها هادي بمناسبة الذكرى 52 ليوم الاستقلال الوطني باليمن، الذي يوافق 30 نوفمبر من كل عام (رحيل أخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 1967).
ونقلت وكالة "سبأ" اليمنية الرسمية عن هادي قوله: "أوجه الدعوة إلى الميليشيا الحوثية وإلى كل من يظن أن السلاح يمكن أن يكون حلا، إلى التعامل بمسؤولية وجدية مع الاتفاقات، وتحكيم العقل والمنطق، وتغليب مصلحة الشعب اليمني".
وأضاف هادي أن خياره الاستراتيجي هو "السلام العادل والشامل والمستدام المستند للمرجعيات الثلاث"، في إشارة إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وتابع: "سنظل نمد يد السلام عند كل فرصة ومناسبة، سلام يفضي إلى دولة واحدة وسلطة واحدة وجيش واحد ومؤسسات وطنية تعمل من أجل كل اليمنيين، سلام نسعى من خلاله لإنهاء أسباب الحرب ونعمل جميعا من أجل دولة اتحادية ضامنة للجميع".
واعتبر أنّ "اليمن الكبير هو هدفنا، والمشروع الاتحادي هو مشروعنا، وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة هي قضيتنا، والتنمية والاستقرار والسلام هو مطلبنا".
وفي ما يتعلق بـ"اتفاق الرياض" الموقع مؤخرا بالعاصمة السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، أكد هادي أن حكومته "ستعمل مع الأشقاء بكل صدق وجدية لتحويله إلى واقع حقيقي على الأرض".
وقال: "ليس أمامنا من خيار إلا مواصلة مشوار الصمود والوقوف بوجه المؤامرات ومواجهة المخاطر".
وتأتي تصريحات هادي في وقت تلوح فيه مؤشرات ودعوات للحوار بين أطراف الأزمة اليمنية؛ حيث تحدثت تقارير إعلامية عن محادثات تجري بين الرياض والحوثيين لإنهاء النزاع المتواصل باليمن منذ سنوات.
فيما أعرب العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمام مجلس الشورى ببلاده، خلال وقت سابق من الشهر الجاري، عن أمله في يفتح "اتفاق الرياض" الباب أمام "تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي للأزمة (في اليمن) وفقا للمرجعيات الثلاث، ويتيح للشعب اليمني العزيز استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية".
أيضا، أبدت الكويت، في كلمة أمام مجلس الأمن بالشهر ذاتها، استعدادها لاستضافة محادثات سلام يمنية جديدة مثلما استضافت أخرى في 2016.
كما تأتي في ظل تعثر اتفاق ستوكهولم الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية والحوثيين في 13 ديسمبر 2018، إثر مشاورات بالسويد، إضافة إلى تعثر وتأخر تنفيذ بنود اتفاق الرياض منذ توقيعه في الخامس من نوفمبر الجاري.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة ومسلحي الحوثيين، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.