أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

متسولو الحب كُثر.. لا تكن منهم

الكـاتب : عائشة الجناحي
تاريخ الخبر: 21-08-2014

التعلق العاطفي يبدأ أساساً في سن المراهقة أو البلوغ، والانحراف العاطفي ينتج إما لغياب الوازع الديني، أو بسبب رفاق السوء الذين يكون لهم دور كبير في تعلق فتاة أو شاب بآخر في نفس سنه، أو لسد الفراغ العاطفي. حالة التعلق العاطفي المندفع، تترتب عليها نتائج عدة كالتحكم والتجريح والمراقبة والاختبار، بحجة الحب العارم الذي يجعلنا نعيش في أوهام نختنق فيها بالحب.

الحياة فيها الكثير من الأمور التي يجب أن نكون قادرين على التمييز بينها عند اتخاذ القرارات المصيرية، ففي كتاب »أسرار للنجاح والسلام الداخلي« للدكتور واين، يشرح مدى أهمية أن يكون لدى الإنسان اطلاع تام على أغلب الأمور الحياتية من غير التعلق المفرط بأي منها. حين يزداد الحب والتعلق ينحرف الشخص عن المسار الصحيح، ويبدأ بتغيير أحلامه لإرضاء غيره، من أجل الوهم اللذيذ الذي يظنه البعض حباً.

بعض الأشخاص لديهم أهداف موغلة في الغموض، وقدرتهم جبارة في صف الكلمات بأسلوب مشوق يبث في الطرف الآخر روح الأمان والاهتمام حتى يوقعه في الهاوية، فترمى المبادئ والأولويات عرض الحائط. فالحب الذي لا يكون في الله له سكرات يقع فيها البعض، ولا يفيق منها إلا حين يتخلص قلبه من بعض ما نال، ولذلك لا تستطيع الأغلبية اكتشاف الضعف أو الأخطاء حين يكون الشخص في خضم تلك الحالة، ولا يدرك أنه بهذا الحب الموهوم بدأ يفقد نفسه شيئاً فشيئاً.

بعد الإبحار في محيط التعلق العاطفي، تبدأ عواصف تسول العاطفة بإظهار الضعف والتودد لشخص تحبه بصور مختلفة ومتنوعة.

وما يزيد مرارة التسول هو أن نتائجه في أغلب الأحوال غير مرضية، لما لها من تأثير سلبي في ردود الأفعال أو انتظار النتائج المرجوة لفترة طويلة أكثر من الحد المعقول.

العاطفة التي لا سمو فيها كهذه مدمرة، فبدايتها لذة وأوسطها قلق ونهايتها مشكلات وضياع. العاطفة الصادقة ليست وهماً أبداً، ولن تجعلك تنجرف نحو التسول المهين الذي يؤدي إلى ضياع عمر ووقت، فتشعر معه بإنهاك عاطفي مريع، وذلك بسبب الخوف المستمر من فقد من تحبه، وتعيش في تناقض غريب تخالف فيه مبادئك وما تؤمن به، تماماً كالمدمن الذي يعلم أن في المخدرات هلاكه، لكنه يستمر عليها لتوهمه أنه لن يستطيع أن يعيش بمنأى عنها. ولكن لو استطاع أن يتخلص من هذا التفكير الخاطئ، لاستطاع عيش حياة أجمل وآخرة أكمل.

قلوب تبحر في محيط الحب من غير أن تتوانى لحظة عن التعثر بمطبات الحياة، فهي كما يقول أحد مدمني الحب الزائف: »احتللتني من الضفة إلى الضفة، فكيف لا أنزع كبريائي وأذل نفسي لترضى«.

ويكثر قول »لا كرامة في الحب«، وأنا أجزم أن الله لم يخلقنا لنرضى بالذل لسواه، ويأمرنا بأن يكون خضوعنا التام للوالدين، الذين تعجز قواميس اللغات عن وصف حبهم واهتمامهم بالأبناء. قال الله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء: 24).

وتكثر العلاقات العاطفية الدافئة التي تربطنا بمن حولنا من الأصحاب أو الأزواج، ونجد في الحياة الكثير من الأمور التي تجعل البعض يتسولون الحب، ظناً أن الحياة بلا عاطفة موت، غير موقنين بأن التسول العاطفي موت آخر.

ليس هناك ما يستحق أن يكون الإنسان ذليلاً من أجله، فهي في الأخير خسارة مستمرة في الدنيا والآخرة. اقرأ بتمعن قوله تعالى: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً) (الفرقان: 29).

الحب الذي يلهي عن الحبيب الأعظم لا يعد حباً، ولكنه وهم كاذب، فلا تمدوا أيديكم إلا إلى الله، وكونوا على ثقة بأنها لن تعود فارغة أبداً. أسلوبك في إظهار مشاعرك ينبغي أن يكون متزناً في كل تعاملاتك، بلا تسول أو تذلل لأحد مهما كان.

لا تتسول الحب من الآخرين، فذلك يجعلك أكثر عرضة للإهانات والكلام الجارح الذي لا يليق بك، ولا تُهن ذاتك لإرضاء الغير، لأنك ستخوض تجربة مريرة ومنهكة. كل إنسان يحتاج إلى مساحته الخاصة، فلا تتجاوز هذه المساحة وتجبر الآخرين على الفرار. كن على يقين بأنك إن لم تقدر ذاتك فلن يقدرها أحد سواك، وإن رخصتها لتكسب الحب والاهتمام فستُباع بلا شك بأرخص الأثمان.