لم يعد خافيا على أحد وجود أعلى معدلات للسمنة المفرطة بين المراهقين في الإمارات، وإضافةً إلى مخاطر الأمراض المزمنة المرتبطة بأسلوب الحياة؛ يواجه المراهقون خطرًا آخر يهدد صحتهم، ألا و هو اضطرابات التغذية وأبرزها الإفراط في تناول الطعام.
ومن مضاعفات اضطرابات التغذية التي قد لا يمكن علاجها تأخر النمو، وتأخر البلوغ أو توقفه، وهشاشة العظام، وزيادة خطر التعرض للكسور، ويصاحبها أعلى معدل وفيات بين جميع اضطرابات الصحة العقلية، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب الانتحار أو المضاعفات الطبية.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة فينا لوثرا، استشاري الطب النفسي بالمركز الأمريكي النفسي والعصبي في أبوظبي بالإمارات، "أكثر اضطرابات التغذية انتشارًا بين المرضى من المراهقين في عيادتنا هي فقدان الشهية العصبي والنهام العصبي".
وأضافت: "تظهر بدايات فقدان الشهية العصبي في نمطين، حيث يصل إلى ذروته في الفترة المبكرة (14 عامًا) والمتأخرة (18 عامًا) من سنوات المراهقة، أما النهام، فيبدأ عادةً في السنوات المتأخرة من المراهقة، إلى جوار ذلك، كثيرًا ما يصاحب اضطرابات الإفراط في تناول الطعام السمنة المفرطة والتي تعتبر أيضًا من اضطرابات التغذية.
وأوضحت أنه في معظم الأحيان، لا يسعى المرضى الذين يعانون من هذه النوعية من الاضطرابات إلى الحصول على علاج للصحة العقلية. ويعد ذلك من الجوانب التي تثير الكثير من القلق لأن تزايد معدلات السمنة المفرطة أصبح يمثل مشكلة على الصحة العامة في الإمارات".
وحذّرت الدكتورة لوثرا والتي من المقرر أن تناقش المخاطر النفسية والجسدية لاضطرابات التغذية على المراهقين بالإمارات في مؤتمر طب الأطفال ضمن فعاليات معرض التوظيف والتدريب في قطاع الصحة العربي الذي يقام في الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر 2014 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، من أن "الاضطرابات الغذائية قد تمثل خطرًا على حياة المراهقين، ولذلك على الأهل السعي لعلاج أبنائهم وعدم تجاهل الأمر كمرحلة لا بد أن تمر ومن ثمَّ تأجيل العلاج؛ حيث يتم التوصل إلى أفضل النتائج عند التدخل المبكر، ويتعين البدء في العلاج قبل أن يصبح المرض مزمنًا ومقاومًا للعلاج، كما يقل مخزون العناصر الغذائية في المراهقين عن البالغين ويمكن أن تتصاعد المخاطر الصحية للمراهقين بشكل سريع".