أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

وما أدراك ما التأويل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-10-2019

وما أدراك ما التأويل! - البيان

حينما أصدر الروائي نجيب محفوظ روايته الشهيرة «أولاد حارتنا» في خمسينيات القرن العشرين، وبدأت تظهر متسلسلة في جريدة الأهرام في عهد الرئيس عبدالناصر، واجهت موجة غضب شديدة من قبل الأزهر وجماهير القراء، ما قاد إلى منع استكمال نشرها، لقد تم تأويل الرواية تأويلاً دينياً أسخط الناس وقاد السلطة السياسية إلى تدارك الأمر بمنع الرواية، وهكذا ظلت ممنوعة من النشر في مصر ما يقارب العشرين عاماً!

«أولاد حارتنا» التي منعتها السلطات المصرية، واتهمت كاتبها بالزندقة والكفر؛ لأن الرقيب الذي قرأ النص وأوّله تأويلاً دينياً صرفاً اعتبرها رواية خطيرة من حيث كونها تسيء للدين وتستحضر بشكل غير مقبول قصة الأديان والأنبياء في علاقتهم بالخالق، هذه الرواية كانت تُنشَر ويتم تداولها بسلاسة في لبنان مثلاً!

لقد بدا الأمر غريباً بعض الشيء ومستهجناً جداً، إلا أن قرار الخميني بجواز قتل الكاتب البريطاني من أصل هندي «سلمان رشدي» بسبب روايته آيات شيطانية، ومن ثم مشهد طلاب الأزهر وهم يتظاهرون منددين ومطالبين بمنع رواية «وليمة لأعشاب البحر» للروائي السوري حيدر حيدر نهاية سنوات التسعينيات أعاد إلى الذاكرة جذر الحكاية!

حكاية سجن ناشر بسبب رواية أو منع رواية متداولة أو كتاب ملقى على أرفف كل مكتبات العالم، وتأويله ذلك التأويل الخطير الذي يذهب إلى أبعد مما يمكن أن يخطر ببال أحد، فيبيح البعض (كما الخميني مثلاً) قتل الكاتب، أو سجنه أو سحب كتابه من المكتبات أو منع نشره وتداوله، إضافة لاتهامات التكفير والتخوين ونشر أسرار الدولة و... إلخ.

إنه التأويل أو القراءة الخاطئة التي لا زالت بعض أجهزة الرقابة تمارسها، وتتمسك بها خوفاً من سلطة الكلمة وسطوة الفكرة، وحذراً مما يمكن أن يكون مختفياً خلف الحروف، ومحاربة لأصحاب الإبداع، واستدعاء لعقلية محاكم التفتيش أيام حروب الاسترداد في إسبانيا نهاية القرن الخامس عشر! هذا التأويل الذي لا يمكننا منعه لكن من حقنا أن نطالب بمنع الرقيب من إطلاق العنان لعقله.