أحدث الأخبار
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد

الوجوه التي توارت!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2019

الوجوه التي توارت! - البيان

في واحدة من رواياته، وأحسبها «صخرة طانيوس»، يذكر أمين معلوف أنه (ما من قرية أو مدينة تخلو من مجنون أو رجل دين، ورجل الدين هذا قد يكون شيخ المسجد، أو خوري الكنيسة) فأما المجنون فغالباً ما يجهل الناس متى أو كيف عثروا عليه هكذا، وكأنهم ورثوه مع تاريخهم وسائر معالم بلدتهم، وفي طفولتنا اعتدنا وجود شخص كهذا، كنا نختلق حوله قصصاً غامضة ونركض خلفه نقذفه ببعض الكلمات الجارحة، وبما يقع في أيدينا!

في الحي الذي شهد طفولتي كان هناك أكثر من مختل، لا نعلم أهلهم ولا أين يسكنون، نتخيل أنهم ينامون في الأزقة أو داخل المسجد، وحين كبرنا أخذتنا الظروف من أيدينا وتنقلت بنا من حي لحي آخر، بالتدريج اختفى أولئك الأشخاص، لم يسأل عنهم أحد، ولم يفتقدهم أحد، لكن مع انسحابهم من مشهد الحياة اليومية للأحياء الجديدة اختفت الكثير من ملامح الحياة التي اعتدناها، وأصبح الناس يهمهمون بالشكوى!

أصبحت الأحياء أجمل لكن خفتت العلاقات الحميمة بين قاطنيها، وتوارى الجيران الطيبون الذين يزورونك كل يوم حاملين معهم أشياء عادةً ما تبهج الصغار، اختفى الصغار الذين يلعبون في فضاء الحي من دون خوف، وأصبحت المناسبات الجميلة مجرد احتفالات شكلية، أما العجائز الذين كنّا نصادفهم يسيرون بهدوء يزورون هذا ويتحدثون مع ذاك فلم نعد نصادفهم، كما اختفت الشخصيات الغامضة من الحكايات؛ لأن الأمهات توقفن عن القصّ ورحلت الجدّات، وأصبح كل هذا في حكم الماضي!

اكتشفنا لاحقاً أن أولئك المجانين كانوا أناساً طبيعيين وطيبين جداً، أصيبوا بصدمات أو أمراض أو مواقف لم تحتملها شفافية نفوسهم فانكسروا تحت ثقل تلك المواقف، كما اكتشفنا أن هؤلاء قد ازدادوا ولم ينقصوا أبداً لأن الصدمات أصبحت أكثر، وأنهم صاروا يحتجزون في مشافٍ خاصة، كما يحتجز العجائز في دور المسنين!

هؤلاء الذين تواروا كانوا يمنحون الحي بركته وحيويته وهويته، وروحه اللطيفة.