أحدث الأخبار
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد

تحت سماء مدينة مُلهمة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-09-2019

وحدها الصدفة قادتني إلى مدينة هايدلبيرغ صيف 2014، لكنها كانت الصدفة الأحلى، نادرة هي المدن التي تقع في هواها بمجرد أن تطالع صورها، أو تقرأ عنها في النشرات السياحية، لكن كان لتلك المدينة قدرة شفيفة على اختراق الروح بحيث يصبح السير تحت سمائها متعةً حقيقية، والوقوع في هواها أمراً تلقائياً جداً!

ما زاد بهجة الذهاب إلى هناك كان مغامرة السكن في قصر قديم جداً يعود تاريخ بنائه لعام ١٥٩٢، وهو يقابل كنيسة «الروح القدس» التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر، وهما المبنيان الوحيدان اللذان نجوَا من حريق ضخم التهم المدينة في تلك القرون الغابرة، لكنه اليوم يحتفظ بطرازه المعماري العائد للقرن السادس عشر وبكل التفاصيل الداخلية للقصر، بعد أن تحول إلى فندق تديره إحدى عائلات المدينة.

يخلو الفندق من بذخ وأبهة فنادق الدرجة الأولى، لكن روح التاريخ تمنح الحجرات والممرات وبوابة الفندق وسطوحه القرميدية ونوافذه الصغيرة وستائر الدانتيلا البيضاء وقعاً غامضاً، وروحاً مختلفة تشعر بها تجول في ممرات المكان محلّقة بك إلى عصور غائرة في الزمن.

بهو الفندق أو قاعة الطعام تمتلئ بصور مرسومة على يد رسامي تلك الحقبة الزمنية لأفراد العائلة التي شيدت القصر وملكته لفترات من الزمن، تتأمل وجوههم وتفاصيل ملابسهم، مجوهراتهم، النياشين التي تزين صدورهم، فيصيبك شجن حقيقي بعدمية هذه الحياة ولا منطقية الغياب الذي يسحب الناس إلى ثقوب الزمن فيختفون كأن حياة لم تكن، وعمراً لم يُقضَ، وشباباً وتاريخاً ونتاجاً وحكايات نجاح وعشق و.. أين يذهب ذلك كله؟ يفارق إلى حيث لا يدري أحد، تلك السيرورة القدرية الماضية في الخلق بثبات مخيف.

كان قضاء وقت في المكان كفيلاً بلحظات تأمل عميقة، باستحضار أولئك الأشخاص، بإدارة حوارات ونقاشات ومساءلات، فإذا خرجت، وجدت أهالي المدينة لطيفين جداً؛ لأنهم اعتادوا استضافة ملايين الناس من كل الثقافات طيلة العام، إنهم من أكثر الأوروبيين ترحاباً فقد تخلصوا من غلظة الألمان وبرودة الأوروبيين، ولهذا السبب تمتلك المدينة روحها الخفيفة، التي تقبض عليك منذ النظرة الأولى!