أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

تحت سماء مدينة مُلهمة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-09-2019

وحدها الصدفة قادتني إلى مدينة هايدلبيرغ صيف 2014، لكنها كانت الصدفة الأحلى، نادرة هي المدن التي تقع في هواها بمجرد أن تطالع صورها، أو تقرأ عنها في النشرات السياحية، لكن كان لتلك المدينة قدرة شفيفة على اختراق الروح بحيث يصبح السير تحت سمائها متعةً حقيقية، والوقوع في هواها أمراً تلقائياً جداً!

ما زاد بهجة الذهاب إلى هناك كان مغامرة السكن في قصر قديم جداً يعود تاريخ بنائه لعام ١٥٩٢، وهو يقابل كنيسة «الروح القدس» التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر، وهما المبنيان الوحيدان اللذان نجوَا من حريق ضخم التهم المدينة في تلك القرون الغابرة، لكنه اليوم يحتفظ بطرازه المعماري العائد للقرن السادس عشر وبكل التفاصيل الداخلية للقصر، بعد أن تحول إلى فندق تديره إحدى عائلات المدينة.

يخلو الفندق من بذخ وأبهة فنادق الدرجة الأولى، لكن روح التاريخ تمنح الحجرات والممرات وبوابة الفندق وسطوحه القرميدية ونوافذه الصغيرة وستائر الدانتيلا البيضاء وقعاً غامضاً، وروحاً مختلفة تشعر بها تجول في ممرات المكان محلّقة بك إلى عصور غائرة في الزمن.

بهو الفندق أو قاعة الطعام تمتلئ بصور مرسومة على يد رسامي تلك الحقبة الزمنية لأفراد العائلة التي شيدت القصر وملكته لفترات من الزمن، تتأمل وجوههم وتفاصيل ملابسهم، مجوهراتهم، النياشين التي تزين صدورهم، فيصيبك شجن حقيقي بعدمية هذه الحياة ولا منطقية الغياب الذي يسحب الناس إلى ثقوب الزمن فيختفون كأن حياة لم تكن، وعمراً لم يُقضَ، وشباباً وتاريخاً ونتاجاً وحكايات نجاح وعشق و.. أين يذهب ذلك كله؟ يفارق إلى حيث لا يدري أحد، تلك السيرورة القدرية الماضية في الخلق بثبات مخيف.

كان قضاء وقت في المكان كفيلاً بلحظات تأمل عميقة، باستحضار أولئك الأشخاص، بإدارة حوارات ونقاشات ومساءلات، فإذا خرجت، وجدت أهالي المدينة لطيفين جداً؛ لأنهم اعتادوا استضافة ملايين الناس من كل الثقافات طيلة العام، إنهم من أكثر الأوروبيين ترحاباً فقد تخلصوا من غلظة الألمان وبرودة الأوروبيين، ولهذا السبب تمتلك المدينة روحها الخفيفة، التي تقبض عليك منذ النظرة الأولى!