أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

العورة الفكرية والأخلاقية

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 09-05-2019

سحر ناصر:العورة الفكرية والأخلاقية- مقالات العرب القطرية

ما الآداب العامة؟ قد يختلف التفسير بحسب المكان والدولة والمجتمع الذي يعيش فيه المرء، والثقافة المحيطة بنا، والتشريعات حول هذا الأمر. فالآداب والسلوكيات التي تُعتبر مألوفة في بلد ما ومقبولة في مجتمع معيّن، تُعدّ غير مقبولة في مجتمع آخر. اللباس القصير مثلاً قد ينافي هذه الآداب في مجتمع محافظ أو متزمت، وقد يكون ظاهرة طبيعية في مجتمعات منفتحة يُعتبر فيها لباس المرء حرية شخصية وحقاً قانونياً. بين هذا المجتمع وذاك، يبقى هناك حدّ أدنى من هذه الآداب والسلوكيات، كعدم ممارسة الفواحش في الأماكن العامة، وعدم الخروج «ملط»، وغيرها من الممارسات كحالات السُّكْر على الطرقات.

باعتقادي هذا أمر مفروغٌ منه، تعارضه كل المجتمعات والأذواق العامة في أغلبها. ولكن ما يستفزني حقيقة -وربما يستفزكم جميعاً- هو السلوكيات التي يعتبرها البعض طبيعية وهي تنافي الآداب العامة والأخلاقيات في مجتمعات يتباهى المنتمون إليها بأنهم من «خير أمة أُخرجت للناس»، كالسائق الذي يتسبب بحوادث على الطرقات لأنه يشعر بالحرّ وصائم عن الطعام والشراب، فإذا به ينتقم من جميع من حوله فقط لأنه جائع، وكتلك المرأة المحجّبة الملتزمة سلوكياً التي تأتي بأولادها الصغار جميعاً يعيثون صراخاً وفوضى في العيادات المخصصة للمرضى البالغين، وإذا بالأطفال يلتصقون بالجراثيم أرضاً وعلى الزجاج ويلعبون بالأدوات التي قد تكون ملوثة، وهي تشاهد المسلسلات وتتحدث مع صديقاتها عبر البحار من الهاتف الجوال، فيما ابنها يلعق الأرض وما عليها. أو تلك الفتاة التي تُجبر السائق على التوقف في مكان غير مخصص لذلك وتختال بكعبها العالي وسط النهار، فتتسبب بزحمة خانقة ربما بداخلها مريض يحاول أهله الوصول به إلى المشفى، وهي غير مبالية لأنها تحسب نفسها «باريس هيلتون»!

ناهيك عن الذين يعدونك بمواعيد عرقوب؛ حيث يحلفون بالله إنهم تأخروا عن المجيء بساعتين بسبب صلاة الظهر. وعندك مثال آخر من الجار الذي يفتخر بعدد أطفاله ويبتسم ممازحاً إياك عندما يهجم أطفاله عليك يريدون فتح الأكياس التي تحملها وتسألك تلك الطفلة التي لم تتجاوز أربع سنوات: «هذا أكل.. معك أكل»؟! وطفله الآخر في الحفاض يلهو بين المصعد والأدراج ورائحته تهف في الممرات.

سلوكيات عجيبة نشهدها في مجتمعاتنا من غرور وعدم التعاطف مع الآخرين والفوضى في التربية وأخلاق الذوق العام والآداب العامة، ورغم ذلك التباهي بالالتزام الشكلي من حيث طول اللحى وقصر الثوب وغيرها من المظاهر الشكلية التي باتت مملة والتي لا نستطيع حتى مناقشتها، والتي نُعتبر من الخوارج في مجتمعاتنا إذا تحدثنا عنها، أو نُعتبر من المتخلفين إذا انتقدناها، كتلك التي لا تتحدث مع أبنائها إلا اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وعندما نحاول الحديث مع الطفل بالعربية تراه ينظر إليك كأنك كائن فضائي لا يعرف كيف يُجيبك، ويبدأ بالنظر إلى والدته وكأنه يؤنّبها لأن صديقاتها يتحدثون معه العربية.. فهذه قلة أدب!

لماذا تكثر هذه الظواهر؟ ولماذا لا نستطيع مناقشتها جهراً والإشارة بالبنان إليها؟ لأننا نربط الآداب بستر العورات الجسدية فقط.. بينما تبقى العورة الفكرية والأخلاقية جلية للعيان في سلوكياتنا اليومية.