احتدم الجدل السياسي في باريس، إثر ورود معلومات عن سفينة شحن سعودية قد تكون في طريقها إلى فرنسا لنقل شحنة سلاح فرنسي إلى المملكة، في الوقت الذي تقود الأخيرة حرباً في اليمن تسببت في سقوط آلاف الجرحى والقتلى المدنيين.
وقال موقع "ديسكلوز" الإخباري المتخصص في الصحافة الاستقصائية: إن "ثمانية مدافع من نوع سيزر ستنقل، بعد ظهر اليوم الأربعاء، إلى متن سفينة الشحن "بحري ينبع" التي ترفع العلم السعودي خلال رسوها في مرفأ هافر الفرنسي".
وأكد الموقع أن المدافع "ستنقل إلى مرفأ جدة السعودي"، بعد أن تنقل للسفينة التي قد تصل، الأربعاء، إلى فرنسا لنقل أسلحة إلى المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر حكومي فرنسي قوله، إن سفينة الشحن السعودية "بحري ينبع"، الموجودة حالياً قرب لندن، يمكن بالفعل أن ترسو في مرفأ هافر، "إلا أنه لا وجود لمدافع سيزر في الشحنة، لأنه لا توجد أي طلبية قيد التسليم حالياً من هذه المدافع".
وقال النائب الشيوعي جان بول لوكوك، الثلاثاء (7|5)، خلال جلسة أسئلة للحكومة داخل الجمعية الوطنية: "قتل أكثر من 60 ألف شخص، وهناك نحو 16 مليون يمني مهددين بالجوع (...)، لكن فرنسا باسم دبلوماسية الكسب المادي تواصل بيع السلاح إلى السعودية بعيداً عن الأضواء".
وأضاف النائب الشيوعي: "تكشف مذكرة سرية صادرة عن الاستخبارات العسكرية، في الخامس عشر من أبريل الماضي، أن مدافع من نوع سيزر منصوبة على الحدود بين السعودية واليمن تقصف مناطق مأهولة بنحو نصف مليون مدني (...)، أطلب منكم أن تطلعوا ممثلي الشعب عن ماهية هذه الشحنة في هافر وبشكل شفاف".
وردت وزيرة الدولة لشؤون الجيوش، جنفياف داريوسيك، بالقول: إن "الحكومة لم تنف يوماً وجود سلاح من صنع فرنسي في اليمن"، مضيفة: "وقد قالت فلورانس بارلي (وزيرة الجيوش) ذلك، وأكرر ذلك اليوم، ليست لدينا أدلة عن استخدام هذه الأسلحة ضد السكان المدنيين"، ما أثار غضب النواب الشيوعيين بشكل خاص.
وعن سفينة الشحن "بحري ينبع" قالت وزيرة الدولة: "من غير المستغرب أن تصل سفينة شحن سعودية إلى مرفأ هافر الفرنسي الكبير (...) هذا المرفأ مهم وترسو فيه سفن شحن من جميع الدول، وبينها دول الخليج ودول منطقة الشرق الأوسط".
من جهته، قال النائب اليساري كريستان هوتان: "إنها حرب ليست ككل الحروب، في حرب اليمن الأطفال يموتون (...)، ومن الضروري تمكين البرلمان من مراقبة" صادرات السلاح.
وتواجه السلطات الفرنسية انتقادات شديدة من الصحافة والعديد من المنظمات غير الحكومية، لأنها تعتبر أن الأسلحة الموجهة إلى الرياض وأبوظبي قد تكون تستخدم ضد المدنيين في اليمن.
وتكتفي باريس حتى الآن بالقول إن هذه الأسلحة لا تستخدم إلا بشكل دفاعي "وليس على خط الجبهة".
وترسو سفينة "بحري ينبع" حالياً في مرفأ تيلبوري قرب لندن، وكانت قبل يومين في مرفأ "أنفير"، حيث أعربت منظمات غير حكومية بلجيكية عن شكوكها بأن هذه السفينة تنقل بشكل دوري منذ الصيف الماضي أسلحة وذخائر إلى الرياض.
وقال مانويل لامبير، من الدائرة القانونية لرابطة حقوق الإنسان في بلجيكا: "لدينا أدلة تؤكد أن ذخائر بلجيكية خرجت من مرفأ أنفير بالتزامن مع وجود سفينة سعودية في المرفأ، ومن المرجح أن تكون هذه السفينة هي نفسها التي نقلت الشحنة إلى السعودية".
وتابع: "في حال علمنا بأن سفينة جديدة قادمة سنتخذ إجراءات تؤدي إلى حجزها في المرفأ وعرقلة تحميلها بأسلحة".
ومنذ 25 مارس 2015، تشنّ السعودية بمشاركة حلفائها حرباً على اليمن، جعلتها أمام انتقادات دولية لاذعة؛ بسبب استهداف طائراتها للمدنيين.