قال مسؤولون غربيون إن سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي، لم يظهر حتى الآن في جلسات المحاكمة التي تعقدها المملكة للمتهمين بقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المسؤولين قوله: "إن القحطاني ليس واحداً من المتهمين الـ11 الذين تجري محاكمتهم في المملكة"، مضيفاً: "ماذا يعني غيابه؟ هل يريد السعوديون حمايته، أم ستتمّ معاقبته بشكل منفرد؟ لا أحد يعلم".
وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر الماضي، في قنصلية بلاده في إسطنبول، ولم يعلم حتى الآن مكان جثته، مع توارد الأنباء عن إذابتها بعد تقطيعها.
وفي نوفمبر الماضي، اتّهم المدعي العام السعودي 11 شخصاً بعملية قتل، من دون أن يسميهم، مطالباً بالإعدام لخمسة منهم، وبسجن الآخرين.
وورد اسم رئيس الاستخبارات العسكرية سابقاً، أحمد عسيري، الذي يعتقد أنه كان على علاقة عمل وثيقة بالاستخبارات الأمريكية، واسم القحطاني، في لائحتي العقوبات اللتين أصدرتهما واشنطن بحق مشتبه بتورطهم في قضية خاشقجي.
وينتمي الرجلان إلى الدائرة الضيقة المحيطة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقد أعفيا من منصبيهما على خلفية عملية القتل، إلا أن عسيري وحده حضر جلسات المحاكمة الخمس التي بدأت في يناير، وفقاً لأربعة مسؤولين غربيين.
ووفقاً لمكتب المدعي العام السعودي فإن القحطاني المعروف بأسلوبه الهجومي على وسائل التواصل الاجتماعي، التقى بالمجموعة قبل سفرها إلى تركيا بهدف مشاركتها بمعلومات متّصلة بالمهمة.
رغم ذلك، يلف الغموض مصير القحطاني الذي لم يحضر جلسات المحكمة.
وتقول مصادر متطابقة إن المستشار السابق لا يزال يتمتع بالقدرة على التأثير بعيداً عن الأضواء، في حين يشير آخرون إلى أنه فضّل الابتعاد إلى حين اضمحلال ردود الفعل الغاضبة في العواصم الكبرى.
وفي وقت سابق من العام الحالي، كتب الصحافي في "واشنطن بوست"، ديفيد إينياتيوس، أن ولي العهد لا يزال يستشير القحطاني في مسائل معنية، مستنداً إلى مصادر سعودية وأمريكية.
وأوضح الصحافي: "القحطاني يتولّى العديد من الملفات"، مضيفاً: "فكرة الانقطاع عنه (ولي العهد) بشكل تام أمر غير واقعي".
وحثّ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في وقت سابق، ولي العهد على إنهاء علاقته بالقحطاني.