قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الملياردير الأمريكي، "جيف بيزوس"، مؤسس وصاحب شركة "أمازون"، ومالك صحيفة "واشنطن بوست"، سيلتقي مدعين عموميين فيدراليين، الأسبوع الجاري، في نيويورك، لبحث اتهاماته للسعودية بتسريب معلومات سرية عن علاقته بالمذيعة والممثلة "لورين سانشيز"، وتمريرها إلى صحيفة "ناشونال إنكوايرر"، وفقا لأشخاص مطلعين على المسألة.
وأشارت الشبكة الأمريكية، في تقرير قالت إنه حصري لها، إلى أن مكتب المدعي العام الأمريكي يكثف من تحقيقاته حاليا، للبحث في حقيقة هذه الاتهامات، مع إصرار "بيزوس" على مسؤولية الرياض عن هذا الأمر، ردا على تغطية صحيفة "واشنطن بوست" المكثفة لحادثة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، في أكتوبر 2018، وهي التغطية التي أغضبت القيادة السعودية.
وقال الأشخاص المطلعون إن محققين فيدراليين في نيويورك يفحصون أجهزة "بيزوس" الإلكترونية باهتمام وإصرار، لمعرفة هل بالفعل تمكن السعوديون من اختراق تلك الأجهزة والوصول إلى تلك المعلومات الشخصية الحساسة عن أغنى رجل في العالم.
وأوضحت "سي إن إن" أن فريق التحقيق الخاص الذي شكله "بيزوس" بعد تسريب تلك المعلومات، سلم ما لديه من أدلة استطاع جمعها وتتهم السعودية إلى السلطات الفيدرالية.
وكشفت الشبكة الأمريكية أن من ضمن فريق التحقيق الخاص الذي عينه "بيزوس" حديثا هو المحامي المخضرم "ماثيو شوارتز"، والذي عمل سابقا كمدع اتحادي في نيويورك، وله علاقات نافذة بأوساط فيدرالية.
ووفقا لشخص آخر مطلع على التحقيقات، لم يتوصل المدعون الفيدراليون بعد إلى أدلة واضحة تدين السعوديين في تلك القضية، لكنهم مستمرون في فحص مجموعة من الأدلة التي قدمها "جيف بيزوس" وفريقه الخاص.
وفي سياق متصل، قالت "سي إن إن" إن الشركة المالكة لصحيفة "ناشيونال إنكوايرر" قررت عرضها للبيع، بسبب فضائح، بينها ابتزازها لـ"بيزوس".
وكان "غافن دي بيكر"، المستشار الأمني الخاص لـ"بيزوس" قد كتب مقالا في صحيفة "ديلي بيست" ذكر فيه أن "محققيه وعدة خبراء توصلوا -بثقة عالية- إلى أن السعوديين تمكنوا من الوصول إلى هاتف بيزوس، وحصلوا على معلومات خاصة".
وأضاف أن النتائج التي توصل إليها تم تسليمها إلى المسؤولين الفيدراليين بالولايات المتحدة، مؤكدا أنه لن يشارك تفاصيل التحقيق احتراما لهؤلاء المسؤولين.
يذكر أن مسؤولا سعوديا نفى، أوائل الشهر الجاري، تورط السعودية في هذه التسريبات، التي أدت إلى طلاق "بيزوس" من زوجته "ماكينزي"، في أغلى تسوية طلاق بالعالم.
و"جيف بيزوس" هو مالك صحيفة "واشنطن بوست" التي تزعمت حملة إعلامية لمطالبة الإدارة الأمريكية بمحاسبة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" باعتباره المسؤول الأول عن جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر الماضي.
وتسببت تغطية الصحيفة المكثفة لملف الاغتيال في غضب "بن سلمان" من الملياردير الأمريكي الذي لم يتدخل لإيقاف تركيز الصحيفة على تفاصيل الجريمة، وفقا لما أوردته صحيفة "صنداي تليغراف" في فبراير الماضي.