بين الحين والآخر، تظهر على السطح معاناة جديدة، وشكاوى مختلفة يتجرعها المواطنون والمواطنات الباحثون عن وظيفة مناسبة بين معارض التوظيف الوهمية ووعود الحكومة المتبخرة.

وهذه المرة من دبي،  حيث عجزت معارض التوظيف المختلفة، الحكومية منها والخاصة، أن تلاقي حلاً لمشاكل التوظيف وندرة الفرص للإماراتيين.

وشهد يوم التوظيف المفتوح، الذي أقامته وزارة الموارد البشرية والتوطين المخصص للمجال السياحي مؤخراً في فندق غراند حياة في دبي إقبالاً كثيراً من الباحثين عن عمل، حيث سجل ما يقارب من 400 مواطن ومواطنة حتى ظهر الأحد (3|3).

الكثير من المشاركين تحدثوا عبر الصحف الحكومية الرسمية بالإسم والصورة، عن تخوفهم من أن يمر اليوم المفتوح مرور الكرام على طلباتهم الوظيفة، كما حدث ذلك معهم في تجارب سابقة.

وشدد الكثير منهم، على ضرورة متابعة طلبات التوظيف مع الشركات الخاصة في ظل عدم تلقي ردود أو استكمال إجراءات التعيين، لافتين إلى أنهم شاركوا في أكثر من يوم توظيف مفتوح، ولم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة.

 وقالوا في أحاديث متفرقة، إن بعض الأسئلة التي وجهت إليهم لا تتناسب مع المؤهلات مما أربكهم ومنح القائمين على التوظيف انطباعاً غير إيجابي.

ونقلت صحيفة" البيان" الرسمية، عن المواطن سعيد علي باحث عن عمل حاصل على الشهادة الإعدادية قوله "عملت في إحدى الجهات العسكرية في الدولة لفترة طويلة ولدي خبرة تقارب 15 عاماً إلا أنني منذ 3 سنوات لم أجد وظيفة مناسبة بعد استقالتي".

وأشار سعيد الذي شارك أكثر من 10 مرات في أيام التوظيف ولم يسعفه الحظ بوظيفة، إلى أن الشركات تأخذ السيرة الذاتية وينتهي الأمر عند هذا الحد.

ولفت إلى أنه يطمح إلى أن يكون مشرفاً أو مساعداً أو مفتشاً وأن الوظائف المعروضة حالياً غير مناسبة على الرغم من أنه حاصل على العديد من الدورات.

من جهتها، قالت طيف الجسمي حاصلة على ثانوية عامة عام 2012، إنها تمتلك خبرة في أحد البنوك وشركة طيران وشركة تأمين ولديها خبرة مناسبة مع لغة إنجليزية جيدة جداً، كما حصلت على العديد من الدورات التأهيلية والتي تتعلق بخدمة العملاء، لكن ذلك لم يشفع لها في الحصول على وظيفة في ظل أكذوبة معارض التوظيف، واستغلالها للترويج الإعلامي لا أكثر.

أما هنادي ناصر عبد الرحمن الحاصلة على ثانوية عامة وتعمل في إحدى الجهات الحكومية في دبي فقد تحدثت إلى أنها ترغب في تغيير مجال العمل والحصول على فرصة أفضل خاصة وأن لديها خبرة حوالي 8 سنوات في خدمة العملاء والمهارات الحياتية، مؤكدة أنها لا تمانع في ترك العمل الحكومي والاتجاه للعمل الخاص خاصة أن كليهما خدمة للوطن لكن ذلك لم يحدث حتى اليوم.

بدورها، أفادت روضة مكي الحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال وتسويق من الجامعة الكندية منذ عدة أشهر، أنها خضعت للعديد من الدورات وتسعى إلى العمل في مجال الاتصال والتسويق الذي يتناسب مع مؤهلاتها الشخصية، غير أن الكثير من الشركات والمؤسسات المشاركة في المعارض الخاصة بالتوظيف لا تجيد الصدق.

من جانبها، تقول وزارة الموارد البشرية والتوطين إنها تنسق مع العديد من الشركات للوقوف على إجراءاتها التي ستتخذها للمفاضلة بين المواطنين الذين يترشحون للتعيين لديها بعد أن اجتازوا المقابلات الوظيفية، التي أجريت لهم خلال ثلاثة أيام مفتوحة للتوظيف نظمت في كل من دبي والشارقة وأم القيوين.

وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يشتكي منها المواطنين والمواطنات، الذين تقطعت بهم السبل خلف معارض التوظيف في كل إمارة ومنطقة، بحثاً عن فرصة عمل مناسبة تؤمن مستقبلهم حياتهم الأسرية، فقد سبق وأن قدم الكثير من رفاقهم الخريجين من المواطنين والمواطنات شكاوى مماثلة لكنها لم تجد حتى الآن أذان صاغية تراعي مشاعرهم في بلدهم الذي لطالما تغنت الصحف الرسمية بالكثير من الجوائز والتصنيفات العالمية.