توصلت دراسة طبية جديدة إلى اكتشاف بالغ الأهمية، مفاده أن السمنة يمكن علاجها من خلال الدماغ وليس المعدة أو طريقة ونوعية الطعام الذي يتناوله الناس، إذ وجد العلماء أن تغييراً بسيطاً في عقل الإنسان وطريقة تفكيره يمكن أن يؤدي إلى تقييد شهيته نحو الطعام، وبالتالي يبدأ بتخسيس وزنه بغض النظر عن نوعية الأكل الذي يتناوله.
وأوضحت الدراسة، أن الشهية للأكل وعملية استيعابه في الجسم تتم بناء على أوامر من الدماغ وليس المعدة كما يسود الاعتقاد، حيث إن منطقة معينة في الدماغ هي التي تقوم بإفرازات تؤدي إلى شعور الإنسان بالجوع، كما تؤدي إلى شعور الإنسان بالشبع، وبالتالي تصدر أمراً بالتوقف عن الأكل.
وتقول الدراسة الجديدة المنشورة في (مجلة التحقيقات السريرية) إن بروتينا معينا يتم إنتاجه في منطقة محددة من الدماغ هو الذي يفقد الإنسان شهيته ويعطي أمراً للجسم بالتوقف عن تناول الطعام، وأنه بحسب التجارب التي أجريت على فئران فقد نجح العلماء في إغلاق "مستقبلات نووية صغيرة" أدت إلى إنتاج مزيد من البروتينات في الدماغ بما يؤدي إلى القضاء على السمنة دون أي تقييد في نوعية الطعام، بما في ذلك الحلويات والأطعمة الدسمة.
وبينت البروفيسورة صابرينا ديانو التي ترأست فريق البحث، إن "هذه الحيوانات تناولت أطعمة دسمة وحلويات، ومع ذلك فإن وزنها لم يرتفع" نتيجة النجاح في إنتاج هذه البروتينات بالدماغ.
وكشفت التجارب أن الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والحلويات لا يؤدي دائماً إلى القضاء على السمنة، في الوقت الذي يظهر من نتائج هذه الدراسة أن القضاء على السمنة يمكن أن يتم عبر الدماغ وليس من خلال تغيير نوع الطعام أو طريقة تناوله.
هذا وتعاني الكثير من دول العالم من السمنة المفرطة التي تتحول تدريجياً إلى مرض، بما في ذلك في دول الخليج التي تعاني من نسب سمنة مرتفعة، حيث تحتل دولة الكويت مرتبة متقدمة في لائحة البلدان التي تعاني من السمنة والوزن الزائد وتعد الأولى على مستوى الخليج والعالم العربي، إذ إن معدل الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن بين البالغين في المجتمع الكويتي وصل إلى 70 % كما وصل إلى 44 % بين المراهقين و15 % بين أطفال المرحلة الابتدائية، وهو ما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض المرتبطة بها، مثل السكري والضغط والنوبات القلبية.