قال وزير الخارجية القطري ونائب رئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده خطت منذ بداية الحصار إلى الأمام في محاولة لحل الأزمة الخليجية، لكن الدول المحاصرة "أبت حتى الجلوس للتحاور".
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" الثلاثاء (22|1) بعنوان: "السلام والمصالحة في عالم متعدد الأقطاب".
وعن الأزمة الخليجية والحصار الذي تعيشه بلاده منذ يونيو 2017، قال الوزير القطري: إن "دولة قطر ظلّت منفتحة على الحوار على الرغم من العدوانية التي جوبهت بها من قبل دول الحصار".
كما أوضح أن "دولة قطر حاولت جاهدة لعزل الأزمة عن الشعوب، ورحبت منذ البداية بشعوب دول الحصار بدون أي تعقيدات"، مشيراً إلى أنها "تستقبل العديد من مواطني دول الحصار"، قائلاً في هذا الصدد: "لن أبوح باسم أي منهم، لأني لا أريد أن يقبض عليهم في بلدانهم".
وبين وزير الخارجية القطري أن بلاده "الآن تعاني من مشكلة جيوسياسية مع 3 دول مجاورة لها، حدّت من قدرة مجلس التعاون الخليجي على السعي نحو السلام في المنطقة".
وعن مجلس التعاون الخليجي ووضعه الراهن، أشار بن عبد الرحمن إلى أن "المجلس قوي في حالة تكاتفه لكن عندما تؤدي كل دولة منه على حدة يفقد طاقته"، مشيراً إلى أنه "كان النموذج الناجح الوحيد بين المنظمات الإقليمية في المنطقة قبل الأزمة".
وتابع وزير الخارجية القطري: "بالرغم من نجاحه السابق لكن مجلس التعاون الخليجي للأسف لم يكن قادراً على حل أزمته الخاصة، إذ لم ينجز أي تقدم في مسار السعي لحل الأزمة الخليجية إلى الآن رغم مضي أكثر من 20 شهراً على حصار قطر".
وأشار إلى أن "من يسعى لحل الأزمة الخليجية عليه أن يسعى لذلك بنية صالحة وإيمان بوجود مخرج".
وعن السياسة الخارجية لبلاده شدد محمد بن عبد الرحمن على أن دولة قطر "وقفت بمجابهة قادة ظلموا شعوبهم"، مشدداً على أن بلاده كانت ناجحة جداً في سياستها الخارجية بالعقد الأخير؛ فهي جلبت السلام لدارفور، وساعدت في حل أزمة الرئاسة بلبنان بواسطة اتفاق الدوحة عام 2007، وتؤدي دوراً في المحادثات الساعية لحل الأزمة في أفغانستان.
وحول المحادثات في أفغانستان أشار إلى أن بلاده "لديها وضعها الخاص الذي يساعدها على التحرك والتحدث مع جميع الأطراف، وسعت لتسخير إمكانياتها ومصادرها للخير وجلب السلام"، مضيفاً: "إن لم تدخل الأطراف المعنية في المحادثات بنية السلام فلا يمكنك فرض السلام بالقوة".
وشدد وزير الخارجية القطري على أن "دولة قطر كانت ناجحة جداً في سياستها الخارجية بالعقد الأخير، فهي تتدخل لحل النزاعات بصفتها وسيطاً لكن الأجزاء الرئيسية للعملية هي الأطراف المعنية".
وتابع قائلاً: "علينا أن نركز على الآليات الإقليمية التي عليها أن تدعم عمليات السلام في البلدان الأخرى، وتحافظ بنفس الوقت على تفاهمات بين دول المنطقة في مجال التعاون وإيجاد حلول للنزاع".
كما أوضح أن قطر لم تعلن في أي وقت من الأوقات أنها قوة تغيير بفرض الديمقراطية أو غيرها، إلا أنها تدعم تطلعات الشعوب أينما كانت، وتسعى داخلياً لتعزيز مشاركة الشعب في السلطة، مشيراً إلى أن بلاده "وقفت بجانب الشعوب في الربيع العربي".
وبين وزير الخارجية القطري أن "الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمى وحليف لأغلب دول المنطقة"، مبيناً أنه "في غياب قوة الأمم المتحدة، يتوجب على القوى الكبرى استخدام تأثيرها لجلب السلام والصلح في المنطقة".