قال مصدر من الأمم المتحدة ومتحدث باسم جماعة الحوثي اليوم السبت إن قوات الحوثيين بدأت في إعادة الانتشار في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر بموجب اتفاق للسلام تم التوقيع عليه في السويد هذا الشهر برعاية المنظمة الدولية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر الأمم المتحدة قوله "إن قوات الحوثيين، التي تسيطر على المدينة ومينائها الاستراتيجي، بدأت إعادة الانتشار ليل الجمعة"
وقال متحدث عسكري حوثي لقناة المسيرة التلفزيونية التابعة للجماعة ”قواتنا بدأت منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة بناء على اتفاق السويد“.
ومن المفترض أن يكون انسحاب الحوثيين من موانئ المحافظة الثلاثة، وهي الحديدة والصليف ورأس عيسى، أول خطوة في تنفيذ الاتفاق على أن يتبعها سحب الطرفين قواتهما من المدينة والمنطقة المحيطة.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى ستنسحب القوات ومن الذي سيسيطر على الموانئ الثلاثة والمدينة، أو ما إذا كان الطرفان سيتشاركان السيطرة مع مراقبي الأمم المتحدة المتمركزين بين الجبهتين.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن فريق كمارت لن يرتدي زيا موحدا ولن يكون مسلحا لكنه سيقدم الدعم للإدارة وعمليات التفتيش في الموانئ وسيعزز وجود الأمم المتحدة في المدينة.
وعلى الصعيد شككت الحكومة اليمنية بمدى جدية انسحاب الحوثيين من الحديدة وموانئها، وقال مسؤولون عسكريون من القوات الحكومية، إنهم يحتاجون وقتا للتأكد من انسحاب الحوثيين بالفعل من الموانئ.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين "الأمر يحتاج للتريث للتأكد مما إذا كان الحوثيون انسحبوا فعلا أن أنهم استبدلوا المسلحين الموجودين بآخرين تحت مسمى قوات خفر السواحل“.
واتفق الجانبان، جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، على وقف لإطلاق النار في الحديدة وسحب قواتهما.
ووصل الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت، رئيس فريق الأمم المتحدة المكلف بمراقبة وقف إطلاق النار، الأسبوع الماضي إلى الحديدة.
وبموجب الاتفاق سيتم نشر مراقبين دوليين في الحديدة وستشرف لجنة تنسيق إعادة الانتشار، التي تشمل ممثلين عن طرفي الصراع ويرأسها كمارت، على التنفيذ. وبدأت اللجنة اجتماعاتها الأسبوع الماضي.
والاتفاق، الذي يعد أول إنجاز مهم لجهود السلام خلال خمس سنوات، جزء من إجراءات لبناء الثقة تهدف إلى تمهيد الطريق لهدنة أشمل ووضع إطار لمفاوضات سياسية.
وسعى المجتمع الدولي على مدى أشهر لتفادي هجوم حكومي شامل على الحديدة، وهي نقطة دخول معظم السلع التجارية والمساعدات إلى اليمن وشريان حياة لملايين من اليمنيين على شفا مجاعة.
ويوم الجمعة، قالت الأمم المتحدة إن الطرفين اتفقا على الشروع في فتح ممرات إنسانية بدءا من الطريق الساحلي الرئيسي بين الحديدة والعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقالت المنظمة الدولية في بيان إن من المفترض أن يقدم الطرفان خططا مفصلة عن إعادة انتشار كاملة إلى كمارت خلال الاجتماع المقبل للجنة تنسيق إعادة الانتشار في أول يناير.