دفعت قطر رواتب نحو 30 ألف موظف مدني في قطاع غزة مما أدخل البهجة على قلوب الموظفين لكن البعض في القيادة الفلسطينية المنقسمة بشدة عبر عن الغضب مجددا من التدخل الخارجي.
واصطف الآلاف الجمعة (7|12) في برد الشتاء للحصول على الرواتب من مكاتب البريد، التي زين أحدها بصورة جدارية كبيرة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورسالة شكر لقطر.
وقال الموظف العمومي عمار فياض (45 عاما) الذي يعول أسرة من 13 فردا ”إذا المنحة بتقف بنتدمر“.
وقالت مصادر فلسطينية إنه يُعتقد أن قيمة الرواتب التي حصل عليها موظفو غزة تبلغ نحو 15 مليون دولار، وهي جزء من منحة قطرية تبلغ 90 مليون دولار وبدأ صرفها في نوفمبر الماضي ويستمر صرفها على مدى ستة أشهر.
وصار الموظفون رمزا للصراع الطويل والمرير على السلطة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة والسلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والتي تدير الضفة الغربية بقيادة الرئيس محمود عباس.
لكن بعد سنوات من الحصار الإسرائيلي والحروب المتتالية والفشل المستمر في جهود المصالحة الداخلية تقلصت إمكانيات حماس المالية.
وفي وقت تستطيع فيه الحركة بالكاد دفع رواتب موظفيها، ويرفض فيه عباس دفع الرواتب، صار الموظفون كرة قدم سياسية يتقاذفها الجانبان.
وكانت استراتيجية عباس ترمي للضغط على حماس لتعود إلى مائدة المفاوضات وذلك من خلال خفض الرواتب وإحالة آلاف من موظفي الحكومة إلى التقاعد المبكر مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي في غزة.
وقالت قطر، التي تعمل لتعزيز موقفها الدولي وسط خلاف مع السعودية ودول خليجية أخرى، إنها تدخلت لتخفيف حدة الأوضاع واستعادة الاستقرار في قطاع غزة الفقير.